(وإن حرصنا على الدفاع عن أرض البلاد واستقلالها لا يحده حد ولا يدركه وهن).
وعبارة (لا يدركه وهن) لا تخلو من وهن!
ويقول:
(إن تعاوننا مع حليفتنا سيكون أكبر رائد لنا في العمل)
ونحن حلفاء الإنجليز، ولكن لا ينبغي أن نقول إن ذلك التحالف أكبر رائد لنا في العمل، لأن لنا إرادة ذاتية هي رائدنا الأكبر في السلم والحرب
بقيت مسألة على جانب من الأهمية وهي سكوت خطاب العرش عن الحياة الأدبية في هذه البلاد
العمّال موضع اهتمام، والفلاحون موضع اهتمام، والجنود موضع اهتمام، كل شيء في مصر موضع اهتمام في خطاب العرش إلا الأدب والأدباء، فكيف جاز ذلك، أيها الناس؟
إن خطاب العرش يتمدّح بما وصلنا إليه في توثيق الروابط الأدبية والثقافية بيننا وبين الأمم الشرقية
فهل يذكر خطاب العرش أن أدباء مصر هم الذين رفعوا القواعد من تلك الروابط؟
وهل يرى الشرق مصر إلا في مرآة الآداب والفنون؟
إن الأدباء هم سفراء الثقافة المصرية في الشرق، فكيف يكثر على منشئ خطاب العرش أن يشير إليهم بكلمة تشجيع وهو يتحدث عن صلات مصر بأمم الشرق؟
إننا نعتب على رؤساء الحكومات المصرية أشد العَتْب، فلكل هيئة من الهيئات حظ من الرعاية والتشجيع، إلا جماعات الأدباء والباحثين الذين يُقذون أبصارهم تحت أضواء المصابيح، فهم المنسُّيون، مع أنهم يحملون أكثر الأعباء، ويؤدون للأمة وللدولة أعظم الخدمات، وبأعمالهم تظهر خصائص الشعوب
أين حظ الأدباء من ألقاب التشريف ودعوات التشريف في المواسم والأعياد؟ وأين الوزير الذي يقترح رتبة لموظف أو غير موظف باسم المواهب الأدبية؟ بل أين من يعرف أن أدباء مصر رفعوا اللغة العربية مكاناً عليّاً لم تعرف مثله في عهد بني أمية وعصر بني العباس؟
إننا نرفع هذا الصوت إلى حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول راجين أن يضع