وماذا يريد الخطاب من العبارة الآتية:
(مصر مهد المدنية، وعلى يديها نهضت، ومنها خرجت وإليها تعود)
أيكون معنى ذلك أن المدنية خرجت من مصر إلى مَعاد؟
أيكون معناه أن المدنية يوم تعود إلى مصر ستفارق ما سواها من الممالك والشعوب؟
ويقول خطاب العرش:
(إن التفاتنا إلى الماضي لا يُنسينا الحاضر، والذكرى تبعث الذكرى)
فما معنى عبارة: (والذكرى تبعث الذكرى)؟ أيكون الحاضر أيضاً من الذكريات؟
ويقول خطاب العرش:
(ومما تطيب له النفس أن الأمة متعلقة بعرشها)
فهل يظن أن هذا مما يُنص عليه؟
إن تعلق الأمة بالعرش لا يحتاج إلى هذا النص، لأنه من البديهيات، ولأنه من موضوع الخطاب.
ويقول:
(كان لابدّ من السير بسفينة البلاد في يقظة وأمن وحذر)
فما موقع كلمة (الأمن) بين اليقظة والحذر؟ لعله كان يريد كلمة: (الإيمان) أو (العزيمة) أو (الثقة) ولم يسعفه التعبير بما يريد.
ويقول بعد أن أشار إلى وجوب العناية بإصلاح جميع المرافق:
(فلا يجدي والحالة هذه أن نعدد برامج الإصلاح في الوزارات القائمة).
فما معنى (الوزارات القائمة)؟ وبأي حق يكون تعدد برامج الإصلاح شيئاً (لا يُجدي)؟
إن خطاب العرش يريد أن يقول: إن المقام مقام إجمال لا مقام تفصيل؛ ثم ضاقت به العبارة عما يريد، فرأى تعديد برامج الإصلاح من الفضول!
ويقول في إعادة إنشاء المجلس الأعلى للتعليم: إن الغاية منه أن (تتحقق مصلحة البلاد العليا التي يجب أن تعلو على كل مصلحة أخرى).
فما موقع كلمة (كل مصلحة أخرى)؟ وما الموجب للنص عليها في هذا الخطاب؟
ويقول: