ناصراني، نسبةً إلى الناصرة وهي المدينة التي طوى المسيح بساط أيامه أو معظمها فيها
إذن لا وَهْم ولا ضير في تسمية المسلمين:(سرويين) أما أن أبناء الغرب خصوا هذا اللفظ بالمسلمين الذين افتتحوا ديارهم، فلأنهم كانوا قد قدموا إليها عن طريق مصر وأفريقيا الشمالية
وأما أن الفرنسيين سموا العرب (سرازين)، أي الذرة السمراء، فهذا من رأي الأستاذ العمودي الخاص به، ونحن لا نوافقه عليه، ولم يقل به أحد. وذلك لأسباب منها: أن السرازين عند الفرنسيين، ضرب من القمح أو الحنطة أسمر اللون أو سوداؤه، وليس بذرة، واسمه بلغة علماء النبات ولم يعرف اللفظ (سرازين) في اللغة المذكورة إلا في المائة السادسة عشرة. أما (السرازين) بمعنى العرب، أو السرويين، أو المسلمين، فكان معروفاً عندهم منذ عهد الرومان واليونان
على أن الفرنسيين يسمون أيضاً سرازين ضرباً من الجاورس، يعرف عندهم أيضاً باسم أو وبلسان العلم فاسم النبات مأخوذ من اسم العرب لا العكس، كما ذهب إليه حضرة الأستاذ الفاضل
٨ - تفنيد آراء المخالفين لرأينا
ذهب بعضهم إلى أن (سراكينوي أو سرازين) مأخوذ من اسم قبيلة بعينهِ، وكان يطلق عليهِ؛ إلا أنهُ ليس في التاريخ ما يثبت هذا الرأي، فهو زائف لا محالة
أما أنه مأخوذ من (الشرقيين)، فقد ذهب إليه جمهور علماء الغرب، أو يكاد، إلا أن العرب لم يسموا أنفسهم بشرقيين حتى ينقل عنهم. فالحقيقة تمزق هذا البرقع المهلهل
أما أنه من (سرَّاقين) وأنه منقول عن العرب المتحضَّرين نابزين بهذا اللفظ الأعراب الرُحَّل، احتقاراً لهم فهو محتمل، لكن الأقدمين من الرومان واليونان يذكرون بلادهم، وأنها من أقصى اليمن إلى اليهودية أو إلى الشام، فليس الاسم من أسماء البادية المتنقلة، بل اسم عرب يسكنون دياراً معينة، ليس إلاّ
وأما أن الاسم منحوت من (صحراء ساكن)، فهذا من أسخف الآراء، ولا يقول به إلا جَهلة اللغة العربية، إذ لا يُقدَّم في هذه اللفظة المضاف إليه على المضاف، بخلاف اللغات اليافثية، أو الآرية