جميعاً. . . وهي أقرب إلى العادات المكتسبة منها إلى الأفعال الطبيعية. . .
- إذا كانت القبل على هذه الصورة التي نعرفها ليست شائعة بين البشر جميعاً، فللذين لا يعرفونها من البشر قُبَلٌ ولكن على صور أخرى. . . فمنهم من يحك أنفه في أنف صاحبه ومنهم من يحك رأسه في رأس صاحبه. . . وبالملاحظة نرى أن من يفعلون هذا هم المتأخرون من الشعوب الذين لم يهتدوا إلى القُبل. . . وهم بتقبيلهم أقرب إلى ما يصنعه الحيوان. . . والإنسانية تتفتق عن الجديد كل يوم. . . والذين رأوا القُبل من هؤلاء المتأخرين مارسوها واطمأنوا إليها. . . ولا تخشى أن في هذا تنكراً على الطبيعة وإنما هو ارتقاء بها. فإنه لا يزال في الدنيا ناس يعيشون على الأشجار. . . وهؤلاء إذا عرفوا الحياة على الأرض اطمأنوا لها وعاشوا عليها كما يعيش بقية الناس لأنها الطور من أطوار الحياة الذي يتلو ذلك الطور الذي عاش فيه الناس على الأشجار. . .
- كأنه معقول. . .
- أنا أعرف أنه لن يكون كلامي معقولاً إلا إذا كان مترجماً أو منقولاً، وكي تطمئني يا آنستي اعلمي أني أخذت هذا الكلام عن الأستاذ وهو أستاذ مشهود له في أوربا وأمريكا وآسيا وأفريقيا واستراليا وهوتولولو أيضاً
- على أي حال إن كلامه لذيذ. ألم يقل شيئاً غير هذا؟
- يا ما أكثر الذي قال. . . ولكني أنسى كثيراً مما يقول. انظري. . . ألم تري. . .
- ماذا؟ هذه الفتاة الجالسة في الركن؟
- نعم. . . لقد نظرتُ إليها فماذا صنعت؟
- هل تريد أن تقول إنها رفعت يدها إلى رأسها فتستدل بهذا على أنك رجل قوي الكهرباء. . . لا يا سيدي لقد رأيتها وكنت مثبتة نظري عليها. . . هي لم ترفع يدها. . . ولم ترفع يدها. . .
- ولكنها فعلت ما هو أحلى من رفع اليد
- ماذا؟. . . كل ما كان منها أن أطلت بلسانها من فمها فمرت به بين شفتيها. . .
- علامة على أي شيء. . .
- إذا كان وراء هذا معنى، فلا معنى له إلا أنها تخرج لك لسانها استهزاء بك. . .