كذلك كان الحال في تجارب مليكان الخالدة التي يجذبني هيكلها الرائع منذ تجولت فيه بالمطالعة والدرس والذي أبسطه للقارئ قدر المستطاع - كان في استطاعته أن يرى الجسيم الزيتي المتناهي في الصغر، وكان يعرف عدد ما يحمله من الإلكترونات وهي جسيمات أصغر من الرذاذ المادي كما أن المخلوقات الفرضية في المريخ أصغر بكثير من الكوكب الحامل لها وكان مليكان يعرف عدد ما يحمله الجسيم المضاء من الإلكترونات عدد ما تحمله الأرض من مخلوقات بشرية، وليست ثمة فارق بين معرفتنا هذه ومعرفة مليكان إلا أننا لا نستطيع أن نعرف على وجه التدقيق عدد الأحياء من البشر في لحظة معينة، وتواجهنا في ذلك مصاعب يتفق القارئ معنا فيها، منها أننا لم نكتشف الأرض كلها ومنها أننا لا نستطيع في بعض الشعوب الاعتماد على وسائل الإحصاء الصحيحة بيننا نستطيع أن نعرف على وجه التحقيق عدد المخلوقات الإلكترونية التي يحملها كل جسيم، ولم يتطرق إلى ذلك أي خطأ
كيف تسنى لمليكان التحقق من وجود هذه الشخصيات التي لا ترى، هذه المكونات الأولى للخليقة؟ - كيف استوثق من عددها؟ - أمور أحدث عنها القارئ في الأسطر الآتية واحتاج في ذلك إلى بعض الشرح.
في باريس محلات للبيع يسمونها أي (أثمان موحدة) تشبهها في لندن محلات أسمها (ولورث) تدخل إليها فتجد فيها كل شيء، تجد جميع الأصناف من المأكولات فتجد الشكولاته كما تجد علب الأناناس والفواكه المحفوظة، كذلك ترى أطباقاً ساخنة للأكل تغنيك وأنت في عجلة عن الغذاء أو العشاء يسمونها (طبق اليوم) وترى أطباقاً باردة تقوم مقام (الساندوتش) وترى الأنواع المختلفة من لعب الأطفال أو أدوات النجارة والبرادة، وفي هذه المحلات توجد الملابس بجانبها الأدوات الكهربائية من مصابيح إلى أجراس وخلافه، وتوجد الأقمشة والأحذية بأنواعها؛ وتوجد أدوات الزينة للسيدات وأدوات الحلاقة للرجال، وطل ما يعوزنا نجده في المحلات من أدوات الحديقة إلى أدوات الحمام من المأكل إلى المشرب إلى كل ما يطرأ على بالنا من الحاجيات، وقد حددوا الأثمان فيها فجميع ما فيها يباع مثلاً بخمسة فرنكات أو بأعداد مضاعفة للخمسة مثل ١٠ أو ١٥ أو ٢٥.
ثمة غاية لنا من وصف هذه المحلات يراها القارئ فيما بعد، ونكرر القول أن المعاملة في