على الإطلاق، وقد أصبحنا نرى على الصهوة رجالاً متعلقين بعنان القوة، وهم لا يخشون شيئاً غير الهزيمة، ولا يخجلون من شيء غير الانحدار. فهل من الغريب مع هذا أن تنحط القوى الأدبية والمعنوية في العلاقات بين الدول الأوربية إلى الحضيض الذي لم تنحدر إليه في عهد من العهود؟
نحن اليوم أمام موقف يدعونا إلى بعض التأمل. ومما يدعو إلى الأسف الشديد أن نرى الحالة السياسية والفكرية والأخلاقية يعروها هذا الجمود.
وإذا كنا هنا بصدد الكلام عن الأخلاق، فمن الواجب أن نقول: إن حكام ألمانيا الحاليين قد أساءوا استعمال القوة التي في أيديهم، فزادوا إلى ويلات الإنسانية بلاء لم يعهد له مثيل؛ ومن الحق أن نحملهم وزر ما جنوا على العالم الإنساني، ونجعل الدفاع عن الأخلاق من الواجبات العامة التي ينشدها الجميع لخير الإنسانية العام.
إن الدول الدكتاتورية ما زالت تعتقد أن القوة هي سيطرة الإنسان على الإنسان، لا سيطرة الإنسان على الطبيعة، وترى في الجار عدواً يجب أن تتحين الفرص لهلاكه. فالجار والجار عدوان على الدوام.
وتستبيح لنفسها الاعتداء على كل أمة وهبتها الطبيعة شيئاً من خيراتها، وهذه حالة ينهار معها كيان الشرف والأخلاق.
نحن نحارب لأجل المدنية
(نقلا عن مجلة بكشرز يوست)
نحن اليوم في حرب، فماذا نحارب من أجله؟ أنحارب لأجل بولندة؟ أجل، نحن نحارب من أجل بولندة، لا لأن في بولونيا شعباً ضعيفاً معزولاً هوجمت بلاده دون إعلان سابق للحرب، ولكن لما هو أكثر من هذا، وهو أنا منحنا هذا الشعب كلمتنا.
- وهي الكلمة البريطانية. . . ولكننا كذلك نحارب من أجل حياتنا. فنحن نعلم أن انتصار النازية ليس في الحقيقة انتصاراً على بولندا واستراليا وتشيكوسلوفاكيا فحسب، تلك البلاد التي وجدت وذاق أهلها أشد أنواع العسف في العصر الحديث. نحن نحارب لهذه الأسباب - ولا شك - ولكن هناك اعتبار أعظم وأسمى من تلك الاعتبارات، وهو أنا نحارب لأجل