ومخالطة العرب الأعاجم وتحديد الصلة بين العامية المصرية واللغة العربية، وكل هذا بأسلوب سهل مهذب، ودقة علمية فاحصة فجاء كتابه نافعاً لا للمعنيين باللغة فحسب! بل لكل أديب وطالب وقارئ.
تاريخ الطب في العراق
للدكتورين هاشم الأثري ومعمر خالد الشابندر
أشترك في تأليف هذا الكتاب الدكتور هاشم الأثري عميد الكلية الطبية العراقية من قبل، والدكتور معمر خالد الشابندرالمتخرج في تلك الكلية، وهو بحث تاريخي متصل، يتناول سير الثقافة الطبية، والأدوار التي اجتازتها في ربوع الرافدين منذ أيام العباسيين حتى تأسيس الكلية الملكية في العصر الحاضر
والكتاب في موضوعه لا يقف عند الناحية الطبية، ولكنه صورة رائعة لتاريخ العراق العلمي والعمراني، فقد قسم المؤلفان كتابهما إلى ستة فصول: الفصل الأول في الكلام عن موقع بغداد التاريخي، وما كان لها من جد ومجد، وما انتابها من الحوادث والكوارث؛ والفصل الثاني عن اتصال العراق بالثقافة الطبية ومدى ما بلغته في ذلك؛ والفصل الثالث يتناول الأحوال الطبية في العهد التركي؛ والرابع في توحيد المستشفيات والمعاهد الصحية وتوسيع المستشفى الملكي وتقدمه؛ والفصل الخامس في مشروع الكلية الملكية والفكرة في إنشاءها؛ والفصل السادس في تأسيس الكلية ومنهاجها وأساتذتها ونواحي الدراسة فيها
ولقد اعتمد المؤلفان الفاضلان في سرد الوقائع التاريخية على المراجع الصحيحة، والروايات البعيدة عن زيف الشكوك والأوهام، والمشافهة من الشيوخ الثقاة، وقد حرصا على الترجمة لأشهر أطباء والمترجمين العرب الذين أقاموا أساس الطب في العراق، والتعريف بكثير من المدارس والمعاهد والمستشفيات، كما حرصا على نشر كثير من الصور والرسوم للمعالم والشخصيات فجاء بحثهما وافياً من جميع جهاته، وخدمة جليلة نحو وطنهم ونحو بغداد العظيمة جنة الدنيا في القديم، ومحط العلم والعرفان، ومجمع العلماء والدارسين من أقطار الأرض وأقاصي المعمور.