للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الطريق؛ فتنشر من ذخائر الأدب القديم ما يعجز عننشره الأفراد

وقد يلاحظ بعض القراء أن الكتاب غالي الثمن، ولكنهم سيعرفون أن ثمنه معتدل حين يذكرون أن أمثال هذه الكتب تستوجب في تصحيحها ونشرها كثيراً من التكاليف

وأعود إلى الموضوع فأقول:

كان في النية أن أتعقب الجزء الأول كله، وهو يحتاج إلى عدة مقالات، ولكن كثرة الشواغل حالت دون ذلك، فوقفت عند (الليلة الثامنة) وهي من عيون الكتاب

١ - جاء في ص ١٣٢ طريقة (الربانيين) ويقول المصححان الفاضلان: إن الأصل (الديّانين) ولكنهما لم يجداها في كتب اللغة بهذا المعنى

وتقول إن الديّانين جمع ديّان وهو الناسك، وهي كلمة قديمة في اللغة العربية، ولها شواهد في كتب التصوف، وهي كذلك من الألفاظ المألوفة عند التوحيدي، وقد استعملها في مواطن كثيرة سأدل عليها إن وجدت ما يوجب ذلك

والديان بمعنى الناسك كلمة عرفها الأدب الحديث: فقد رأيتها في مقال نشره الدكتور طه بك حسين في جريدة السياسة في صيف سنة ١٩٢٦ وهو يقص حكاية ديكارت في السخرية من المرحومين علام سلامة ومحمد عبد المطلب

٢ - جاء في ص ١٢٣ (وإنما بودكم أن تشغلوا جاهلا) ويقول المصححان الفاضلان إن (بودكم) هي في الأصل (قولكم)

ونقول إن عبارة الأصل هي الصواب، ويؤيد هذا أن المؤلف قال قبل ذلك (لأنكم لا تقولون بالكتب) ولم يفطن المصححان لغرض المؤلف فأثبتا في مكان (لا تقولون) عبارة (لا تفون) وبهذا ظلما المؤلف في صفحة واحدة مرتين

٣ - وجاء في ص ١١٩ (إذا حضرتَ الحلقة استفدت) ويقول المصححان الفاضلان إن (الحلقة) هي في الأصل (المختلفة) ولم يفهما معناها فغيراها إلى (الحلقة)

ونقول إن (المختلفة) كلمة يريدها التوحيدي، فمن الظلم تحويلها من وضع إلى وضع، والمختلفة هم طلبة العلم الذين يحضرون الدرس، وقد وردت بهذا المعنى في ص ١٢٩ إذ يقول المؤلف (وأحضرُ بركةً على المختلفة)

٤ - وفي ص ١١٢ (فإن علم العالم مبثوثٌ في العالمَ بين جميع من في العالمَ)

<<  <  ج:
ص:  >  >>