٢٦ - وفي ص ١٤٢ (إن كثيراً من الذين لا يكتبون ولا يقرءون ولا يحتجون ولا يناظرون ولا يُكرَمون ولا يفضَّلون خيرٌ من هذه الطائفة)
ومن كلام المصححين الفاضلين نعرف أن (لا يُكرَمون ولا يفضَّلون) أصلها (يلزمون ولا يتفضلون)
وأقول إن الصواب (ويلزَمون ولا يَفصِلون) والمعنى أنهم يُلزمون الحجة ولا يستطيعون الفصل، وهو الحكم والتمييز بين دقائق الأغراض
٢٧ - وفي ص ١٤٣ (وتَحِيلَ الحالَ به عند خوضك وفيضك)
كذلك ضبط المصححان عبارة (تَحيلَ الحال) والمعنى غير واضح، وأنا أحب أن تكون (وتُجيل المَحال)
والمحال بفتح الميم هو الحيلة، وهو يتسق مع المراد.
أما بعد فهذه سبع وعشرون ملاحظة قيدناها عند قراءة (الليلة الثامنة) من كتاب الإمتاع والمؤانسة، وفي هذا الفصل نفسه أشياء سكتنا عنها لأنها قليلة الأهمية
وهذه الملاحظات خليقة بأن تصلح ما بيني وبين الأستاذ أحمد أمين، فإن لم تكف للإصلاح فسأراجع الكتاب كله
ولكن أين الوقت؟
الوقت عند صديقنا الدكتور بشر فارس، وهو قد عزم على مراجعة كتاب التوحيدي، وأنا أنتظر أن يكون بحثه أوفى وأشمل، لأنه يملك من الفراغ ما لا أملك.
بقيت كلمة عن الأستاذ أحمد الزين وهو المسئول الأول عن تصحيح هذا الكتاب:
ألا يرى هذا الصديق أن بعض التصحيحات غلب عليها الارتجال؟
وإلا فكيف جاز أن يكون المصاع من صاع؟ وكيف جاز أن يكون الديان بمعنى الناسك أمراً غير معروف؟
وأمثال هذا الأغلاط تشهد بأن الأستاذ أحمد أمين لم يشترك في التصحيح بطريقة جدية، لأن من كان في مثل علمه وفضله لا يخطئ في هذه البديهيات.
وفي ختام هذا البحث أعتذر للقراء عن محادثتهم في شؤون لا يدركها غير من يملك نسخة من كتاب الإبداع والمؤانسة، فلولا الثقة بأنهم لن يضنوا على أنفسهم بنسخة من هذا الكتاب