- ولم لا؟ فهناك إنسان قوته ألف شمعة، وهناك إنسان قوته خمس شمعات، وهناك إنسان كهرباؤه مائة فولت وهناك إنسان كهرباؤه عشرون. وهناك إنسان كهرباؤه مستقاة من دينامو، وهناك إنسان (ببطارية)، وهناك إنسان كهرباؤه صواعق، وهناك إنسان كهرباؤه شرر. . . وهناك وهناك. . . وكل هذا يحسه الممثل المجيد ويستطيع أن يقلده. . .
- فإذا قصرت قوة الكهرباء في الممثل عن قوة الشخص الذي يريد أن يمثله فماذا يصنع؟
- لا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا أراد الممثل أن يقلد طفلاً صغيراً. . . وكلما كان أصغر كان تمثيله أصعب
- ومعنى هذا أن في الطفل كمية من الكهرباء أوفر مما في الكبير. . .
- لا. وإنما معناه أن درجة وضوح الروح في الطفل أكبر منها في الكبير. فالطفل إذا فرح ظهر عليه الفرح فياضاً جارفاً، وهو إذا غضب لم يمكنه أن يكتم غضبه وإنما أرسله قوياً عنيفاً وهذا شيء لا يقوى عليه إلا هو أو ممثل فيه من هذا الوضوح ما في نفوس الأطفال. وهذا الوضوح الذي يستوجبه التمثيل، وهذه البراءة التي تستلزمها المحاكاة هي التي تحول بين النساء وبين النبوغ في هذا الفن. . . إلا النادرات النوادر منهن. . .
- ولماذا؟
- لأن النساء لا يعشن على الفطرة مطلقاً وإنما كل منهن تمثل في حياتها دوراً خاصاً
- بل أدواراً
- لا. . . لو أن النساء كن يمثلن أدواراً مختلفة لقلنا إنهن قادرات على التمثيل، ولكن هذه الأثواب المختلفة التي تبدو عليهن إنما يلبسنها في دور واحد يظللن يمثلنه طول الحياة وهو دور حواء
- وهل سيطلب المسرح منهن أو السينما أن يمثلن دوراً آخر
- نعم، والمشكلة هنا أصلها أن الذين يؤلفون الروايات رجال، والرجل مهما ألم بنفس المرأة ومهما أحاط بها فهو لا يرضى أو لا يستطيع أن يظهرها في تأليفه على صورتها الطبيعية، وإنما يكتب لها عادة صورة أقرب إلى الروحانية من صورتها، وهذه الروحانية أمر صلة المرأة به صلة بعيدة ولذلك فإنها لا تدركها الإدراك التام ولا تخرجها الإخراج الصحيح