للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بخواطرهم، وهو يستمد قواه من عقله الباطن الذي يتحول إلى عقل واع يسيطر عليه ويسوقه كيف شاء.

نحن نعرف عقلنا الباطن ولكننا لا نطيعه، ولكن هتلر يصغي إليه ويطيعه طاعة عمياء.

إن الألمان في موقفهم الحالي كاليهود في العهد القديم. فمنذ اليوم الذي هزموا فيه، وهم ينتظرون مسيحاً. فلما وجدوا هتلر تعلقوا به وألقوا إليه القياد. وقد جعل رسالته إليهم أن يوجد بينهم ويقودهم إلى الأرض الموعودة. ومن هنا نستطيع أن نعرف السبب الذي من أجله يحارب النازي كل ديانة لا تتفق ومبدأه.

الألمان قوم وجدانيون، يندفعون في كل شيء نحو غاياته. وقد كان يسرهم أن يظهروا في ثوب (الجنتلمان) الإنجليزي فنادى بهم هتلر: لقد آن الأوان لنكون ألمان. . .

إن هتلر كاهن وعراف، فإذا بحثنا عنه كرجل فقد لا نجده في الواقع. هو شتى أحلام وأحوال تكونت جميعها فأوجدت رجلاً

الغازات السامة منذ الإغريق

(عن (لارفي بلج))

قال أحد مؤرخي الإغريق الأقدمين في سفر من مؤلفاته: (إن الأعداء في أثناء حصارهم لمدينة (ميجارا) عام ٤٧٠ قبل الميلاد حاولوا أن يغزوا المدينة ويستولوا عليها بتسليط الدخان، فحفروا حولها الأسوار وملئوها بالحطب والكبريت والقار؛ ثم أشعلوها حول المدينة، ولكن الدخان ارتد إليهم لتغير في مجرى الرياح فأضطرهم إلى الهزيمة والفرار.

ولكنهم أعادوا هذه التجربة في حصار (بلاتا)، وفازوا في هذه المرة بالاستيلاء على المدينة إلا أنهم ما كانوا ليدركوا أن أكسيد الكربون هو الذي ساعد على نجاحهم لا مجرد الدخان.

وقد استخدمت هذه الطريقة نفسها في العصور الوسطى؛ ويقال: إن أحد الأعداء كان يسكن في برج عال، فوصل إليه الدخان في قلعته وقضى عليه. إلا أن هؤلاء الذين كانوا يستخدمون هذه الوسيلة لم يدركوا أن الموت كان متسبباً عن أكسيد الكربون وكانوا يفضلون أن يدسوا في نيرانهم الكبريت والنا وهما يلتهبان حتى في الماء ويسمونها (نار الإغريق)، وكانت (نار لإغريق) هذه معروفة في عهد الإمبراطورية الرومانية،

<<  <  ج:
ص:  >  >>