للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بدأت في أمريكا في السنين الأخيرة دراسات وأبحاث جديدة في علم النفس، وقد بذل الباحثون مجهوداً عظيماً في تحليل نفسية التوأم، واكتناه ما فيها من الأسرار والعجائب. وهي نفسية معقدة حار فيها الكثير من العلماء الذي قضوا حياتهم في دراسة الطفل. إذ أن حياة التوأم تختلف من الناحية العقلية والنفسية عن سائر الأطفال.

وتنقسم التوائم إلى نوعين، التوائم المتشابهة وهي التي يتشابه فيها التوأمان حتى يصعب على الإنسان التفريق بينهما، وهذان التوأمان يتكونان في الرحم من بويضة واحدة. تنشطر بعد أن يدركها النمو، إلى شطرين كل منهما يكون إنساناً منفصلاً عن أخيه

أما النوع الثاني فلا تكون المماثلة فيه بين التوأمين، إلا كما تكون بين سائر الأخوة الذين يولدون لأم واحدة. وهما على هذه الحال يتكونان من بويضتين منفصلتين تنموان - كيفما كانا - في وزن واحد.

وقد وضع الأسس العلمية لدراسة التوائم سير فرنسيس جالتون (١٨٢٢ - ١٩١١) واضع علم الوراثة، وقد أمد بمباحثه القيمة في الانتقال الوراثي، من جاءوا بعده بالحقائق الهامة، التي استطاعوا بواسطتها أن يجنوا أحسن الثمرات.

ومن الحوادث التي تسترعي الأنظار في هذا الباب: أن أختين توأمين إحداهما تعيش في باريس والأخرى في مرسيليا، أصيبت الأولى بتدرن في موضع في الرئة فأرسل الطبيب إلى زميل له ليكشف على الأخت الأخرى، ولشد ما كانت دهشة الطبيبين حينما تبين لهما أنها أصيبت بالتدرن في نفس الموضع الذي أصيبت به الأولى. فكان الأختان توأمين متشابهين، وقد أثبتت التجارب أن التوائم المتشابهة تصاب بالتدرن الرئوي والتهاب الأذن والحمى القرمزية في وقت واحد. . إلا أن هذه الحالة كانت أولى ما عرف في اتفاق التوأمين في موضع الإصابة وفي الوقت الذي حدثت فيه.

وقد يتفق التوأمان (المتشابهان) في الاتجاه الإجرامي إذا كانا من المجرمين، فيأتي أحدهما بنفس الجريمة التي يأتيها الآخر وقد يكون في معزل عنه منذ أمد بعيد، وقد أثبتت التجارب وقائع كثيرة من هذا النوع.

ومن التجارب النفسية المعروفة اختبار الورقة والحبر، فيلقى بقليل من الحبر على الصفحة من الورق وتطوى ثم تفتح. ويسأل الشخص الذي يراد اختباره عما قد تذكره به فيفسرها

<<  <  ج:
ص:  >  >>