وشاهد ما تركته يد العرب بجدرانها؟ سلوه هل زار قصور إسماعيل بمكناس ومنارة الكتبية بمراكش ودار الآثار العربية بفاس وهو مدير لمثل هذه الدار ببغداد إن لم تخطئني الذاكرة.
سلوه بالله ماذا أفاد من رحلته إلى (مجاهل!) أفريقيا الشمالية كان يمكنه أن يعلم شيئاً كثيراً عن عربية هذه البلاد لو اتصل بعلمائها وأدبائها واختلط بالشعب الذي يود التعرف بأمثاله من نبهاء الشرق.
وعلاوة على ذلك فإن المغرب وهو جزء من أفريقية الشمالية يمتاز في عربيته بوحدة دينية مذهبية لا تجدها في غيره من الأقطار العربية كمصر أو سوريا أو العراق؛ فليس في المغرب أقليات دينية سوى أقلية ضئيلة من اليهود الذين يتكلمون باللغة العربية. وسوى أقلية تافهة من الأجانب الذين نزلوا المغرب بعد الحماية
أما الوحدة المذهبية فالمغرب من أقصاه لأقصاه على مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس، وليس فيه طوائف دينية كالرافضة أو الأباضية أو غيرهما من بقية الفرق الدينية التي توجد كثيراً في بلدان الشرق العربي والإسلامي.
الحق أن النزعة القومية المتأصلة في دمائنا هي التي تضطرنا أحياناً لإصلاح أغلاط إخواننا العرب فينا، فمتى يكون بين البلاد العربية سفراء سياسيون وثقافيون يقومون بربط العلاقات الثقافية والسياسية بين أبناء البلاد العربية؟
(فاس)
أبو الوفا
الاحتفال الرسمي بضريح أبي العلاء
روت صحف سورية أنه احتفل بالمعرة بوضع الحجر الأساسي لضريح الفيلسوف الشاعر أبي العلاء المعري؛ وقد حضر هذه الحفلة رجال الحكومة وافتتحها السيد طالب الحراكي بكلمة ترجمها إلى الفرنسية السيد زكريا شكري وقد تقدم رئيس المديرين والمسيو هوتكلوك فوضعا الحجر الأساسي وألقى رئيس المديرين خطاباً تكلم فيه عن عبقرية أبي العلاء وأن الأمة التي أنجبته تنجب مثله ما دامت مياهها مياهها وسماؤها سماءها، ثم شكر رجال فرنسا والمندوبين وكل من شجع الحكومة بحضور هذه الحفلة. ثم وقف المسيو هوتكلوك