للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ذلك توني المنسوف.

أو هو بالإنجليزية

أتعرفه؟

لم أزدك به معرفة على ما يظهر، فاعلم أنه قط من مشاهير القطط في الدنيا، أو هو الآن من مشاهيرها بعد أن لم يكن على بال أحد غير أصحابه وعشرائه قبل بضعة أسابيع.

كان يومئذ في سفينة إنجليزية أغرقتها الغواصات على مقربة من شواطئ السويد، وبصر به جندي في الماء فعاد إليه ونجاه ولم يحفل بما يصيبه من مكامن البحر (الملغوم) في سبيل هذه النجاة: نجاة توني المنسوف!

وضبطه رجال الميناء ميناء جوذنبرج فاعتقلوه، وقرروا إبادته في المحجر كما يصنعون بالحيوان من قبيله إذا خيفت منه العدوى أو احتاج أمره إلى الرقابة والتمحيص. وأين هي الحكومة التي تنفق على حيوان طريح من طرائح البحر حتى ينجلي الشك فيه، فإما سليم فيرسل، وإما مصاب فيباد!

يباد؟

إن الجنود الذين أنقذوه من الغرق لم ينقذوه من الماء ليقذفوا به إلى النار المحرقة أو إلى السم الزعاف.

فلن يباد توني المنسوف، وفي أولئك الجنود بقية من دماء.

واتصلت المشكلة بالصحيفة الوقور التي أسماها بعضهم بالدولة المستقلة، وهي صحيفة (التيمس) اليومية.

فكُتبت الحياة لتوني المنسوف!

وتقاطرت الهبات على ميناء جوذنبرج للإنفاق على ضيفها المضنون به على غير أهله، طوال مدة الرقابة الصحية وعدتها ستة شهور.

وجاشت قرائح المصورين وقرائح الشعراء.

فظهرت في الصحيفة صورة (توني) على لوحة تغوص وتطفو بين اللجج المزبدات، والحطام المتناثر من الأحياء والأموات.

وعلى رأسه طيارات، ومن حوله غواصات، وهو بينهن كأشجع ما يكون الشجعان من

<<  <  ج:
ص:  >  >>