فكلما اشتد العداء كان اشتداده مدعاة إلى اشتداد البحث عن جانب المودة والرفق، وجانب الألفة والمعونة، وجانب الطمأنينة إلى ملاذ في قرارة الحياة.
ولهذا تعظم الحرب لأنها تشمل الملايين من أفراد السلالة الآدمية.
وتعظم إلى جانبها حادثة (توني) الضعيف لأنها تشمل نفس الإنسان، أو تشمل جميع بني الإنسان.
ونحن بصدد الحيوان والإنسان فلنختم هذا المقال بقصة طريفة من قصص هذا المقام.
على الصفحة الأولى من الصحيفة الإنجليزية المصورة (اللستراتد) رسم كبير لكلب من فصيلة (البول دوج) المشهورة بين الإنجليز وعلى رأسه قبعة من قبعات الجنود.
ومناسبة هذا الرسم أن (المذياع الألماني) أشاع في الشهر الماضي أن الغواصات الألمانية أغرقت (السفينة) كستريل وليست هي بسفينة ولكنها نقطة تدريب برية يختبرون فيها سلاح السفن ويتبعونها من أجل ذلك لوزارة الشؤون البحرية.
فلما شاع هذا النبأ المضحك بين جنود تلك النقطة نقله الجندي الذي يخلع قبعته على كلبها المحبوب إلى ذلك الكلب الغافل عن مذياع الألمان ودعوة الألمان، وقال له مازحاً:
أتدري يا بوللي أنك الآن في عداد الأموات وفي سجل الغرقى؟ هكذا يزعم جوبلز يأيها الميت الذي يدعي الحياة!
قال الراوي: فزمجر بوللي غاضباً: (ومن هو جوبلز؟).
والحق أن بوللي ليقولها ويقول ألفاً من قبيلها!. . .