رأس، وهم يجمعونها في الشتاء ويطلقون سراحها للرعي في مايو فتسرح في الوديان للرعي وتذهب إلى العوالي في الليل هرباً من البعوض. ويعرف كل منهم قطيعه بما عليه من علامات الوسم.
وأول من اتصل بهؤلاء الناس راهب روسي اسمه تريفون في سنة ١٥٥٠ فأسس دير بتشينجا فنشر الرهبان المسيحية بينهم وزرعوا الأشجار وربوا الماشية وشيدوا الكنائس على الساحل، وملحوا الأسماك وبنوا السفن وحفروا طلباً للمعادن وتاجروا مع أركانجل وأنقرس وأمستردام فكانوا يصدرون إليها أسماك السالمون الأحمر. وفي سنة ١٥٨٩ أحرق السويديون الدير وقتلوا الرهبان، وبذا أصبحت بلاد اللابلنديين فريسة للطامعين من دانمركيين ونرويجيين وروسيين، وصارت مشاعاً للجميع، فكان الكل يطلبها والكل يرسل إليها عماله لجباية الضرائب من أهلها المساكين الذين كانوا يدفعون الضرائب للروسيا والنرويج والسويد في آن واحد.
وقد ورد ذكر الفنلنديين في التاريخ من سنة ٢٥٠٠ق. م وهم قوم من الفرع الأوجرو الفيني فهم بذلك طورانيون من العائلة الألطية الأورالية التي انتشرت في كل فنلندا ولابلندا ومقاطعات البلطيق المسماة أستونيا وليفونيا وكورلندا، وعلى ضفتي نهر الفولجا وبيرم وفولوجدا، وغرب سيبيريا بين جبال الأورال وبنيسي، وفي بلاد المجر فهم يمتون بصلة الدم؛ إلى الأتراك والبلغاريين والمجريين.
وقد كانوا في مبدأ أمرهم بدوا رحلاً يعيشون من الصيد فنزحوا غرباً واستولوا على ما هي فنلندا الآن في القرن السابع أو الثامن الميلادي، وكانوا يعيشون إذ ذاك في مجاميع مستقلة وفي قرى لا يربطها أي نظام حكومي. وكانت ديانتهم الوثنية إذ كانوا يعبدون القوى الطبيعية فجعلوا للرياح إلهاً سموه (أوكو) وآخر للغابات سموه (تابيو) وثالثاً للماء اسمه (أهتى). وكانت الشجاعة والإقدام من صفاتهم فسببوا متاعب شديدة لجيرانهم فقد هاجموا شواطئ السويد مدة طويلة فجرد عليهم ملك السويد أريك التاسع في سنة ١١٥٧ ميلادية جيشاً عرمرماً وبصحبته بطريق أوبسالا المسمى هنري الإنجليزي فغزا البلاد وأدخل أهلها في المسيحية ورجع تاركاً جزءاً من جيشه ليتمم غزو البلاد، والبطريق هنري وقساوسته ليعمد أهلها فقتل البطريق هنري بعد مدة وأصبح فيما بعد قديس فنلندا وشفيعها.