للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مستحيلاً تحت الحكم الروسي، ولكنه أصبح من الممكن في أوائل القرن العشرين أن يمتلك المزارع الفنلندي الأرض التي يزرعها فبلغ ما ملكه الزراع في سنة ١٩٠١ نحو ٤٠ % من الأرض الزراعية والباقي أراض محكرة ولم تأت سنة ١٩٢٩، حتى أصبح ٩٠ % من أرض فنلندا ملكاً لفلاحيها. ويرجع الفضل في ذلك إلى قانون ليكس كاليو الذي صدر في سنة ١٩٢٢ نسبة إلى كيوستي كاليو زعيم الحزب الزراعي الفنلندي. وبمقتضى هذا القانون أجبر كبار الملاك على بيع أراضيهم الواسعة بأثمان زهيدة جداً لصغار الزراع، فترتب على ذلك وجود طبقة وسط من صغار الملاك فأصبحت فنلندا في مأمن من انتشار الشيوعية. وتمد الحكومة صار المزارعين بالنصح والإرشاد والمساعدات المالية.

ويحصل المزارع من أرضه على جزء بسيط من غذاءه وغذاء عائلته، فهو يعتمد إذن في معيشته على ألبانه ومشتقاتها، وعلى ما يتقاضاه من الأجر من قطع الأخشاب وما يستعمله منها في بناء بيته وفي وقوده، فمن ذلك ترى أن فنلندا لا تقوم كقطر زراعي بحاجة سكانها.

ومعظم مزارع فنلندا صغيرة. ولا تزال مزارع شرق كاريليا وشمالها في حالة أولية محضة، ولكن المزارعين يقبلون على المستحدثات الزراعية بشغف، فترى كل جماعة منهم يشتركون في شراء آلة زراعية حديثة ليستعملوها شركة بينهم.

وقد توصل البروفيسور فيرتانين الأستاذ بجامعة هلسنكي إلى طريقة لحفظ العلف في الشتاء وذلك بعمل حفرة في الأرض يكوم فيها العلف الذي لم يتمكنوا من تجفيفه، ويكومون فوقه الأجزاء الخضر المتخلفة من المحصولات الجذرية المختلفة، ويرشون فوق الكومة محلولاً كيميائيا يجعل العلف طرياً ويحتفظ بخمس وتسعين في المائة من مواده الغذائية التي تبلغ في الدريس العادي ٦٠ - ٦٥ %. ويمتاز العلف المحفوظ بهذه الطريقة بأنه ليس له رائحة كريهة كالتي توجد في العلف المحفوظ بطريقة السيلو القديمة. ولذلك تقبل الماشية على أكله إقبالها على العلف الأخضر. وقد نجحت هذه الطريقة نجاحاً باهراً، وانتشرت في البلاد الأجنبية تحت اسم علف.

(البقية في العدد القادم)

مأمون عبد السلام

<<  <  ج:
ص:  >  >>