وقد أجرى بعض التجارب لمعرفة الصفات العقلية الضرورية لسائق الترام والسيارات، فوجد بطريق الإحصاء أن بعض السائقين لم يحدث منهم أي خطأ طول مدة سياقتهم، بينما غيرهم عرضة دائماً للأخطاء بالرغم من حرصهم الشديد. ووجد أن أهم صفات السائق هي حدة الانتباه واستمراره، وعدم تشتت الفكر بما يحدث في الطريق أثناء السياقة، ودقة الحكم في تقدير حركات الراجلين والسائقين، وسرعة الرجع وضبط الأعصاب. واخترع آلة بسيطة أمكن بها معرفة خير الأفراد لمهنة السياقة.
كذلك أجرى تجارب لمعرفة الصفات الضرورية لرّباني السفن الذين قد تودي غلطة واحدة منهم بأرواح الآلاف من الناس. واخترع لعبة مكونة من أربع وعشرين بطاقة استطاع بها أن يعرف الأفراد الصالحين لقيادة السفن.
وقد وُكِلَ إليه أن يضع مقاييس لمعرفة أليق العاملات في مركز التليفون (السنترال) فوضع مجموعة اختبارات للذاكرة والانتباه والذكاء والدقة والسرعة. وأجرى هذه التجارب على فَصْل من العاملات مكون من ثلاثين وهي تتلخص فيما يأتي:
الذاكرة: قراءة عددين مكونين من أربعة أرقام وعددين من خمسة وعددين من ستة وهكذا إلى اثني عشر، ثم مطالبة العاملات بكتابة ما يذكرن من هذه الأعداد كل واحدة في ورقتها.
الانتباه: أعطى كل عاملة نسخة من المقالة الأولى في جريدة يومية، وحدد لهن زمناً، وأمرهن أن يضعن علامة بقلم الرصاص على كل حرف في هذه المقالة.
الذكاء: قرأ على العاملات أربعة وعشرين زوجاً من الكلمات وكان بين كلمتي كل زوج ارتباط منطقي مثل: جوع وأكل، ونار واحتراق، وعين ودموع، وماء وبخار، وأسود وأبيض الخ ثم ذكر بعد ذلك أربعاً وعشرين كلمة مفردة على أن تقترح العاملة لكل كلمة كلمة أخرى ذات علاقة منطقية بها.
الدقة: تقسيم خطوط مختلفة الطول إلى أنصاف.
السرعة في حركة اليد: أعطى كل عاملة صفحة من أوراق المربعات، وطلب إلى كل العاملات في الفصل أن يرسمن في زمن مخصوص أكثر ما يمكن من أقطار المربعات على أن تكوِّن خطوطاً متصلة منكسرة.
ثم تبع هذه الاختبارات الجمعية باختبارات أخرى فردية لقياس دقة الحركة وسرعتها معاً.