خلسة بعض الرنو بألح اظ فاترة مستطيلة، وأني إذا حملت إليها على عادتي القديمة بعض الهدايا أخذتها بلا شكر كأنها فرض أؤديه ولكنها كانت تتحين فرصة يكون فيها زوجها بعيداً عنا فتخاطبني عن هديتي في لطف وهدوء لم أعهدهما فيها كأنما تجعل نفسها مقصودة بها باعثة عليها، لا المنزل ولا الصداقة القديمة.
وإننا معشر الرجال ليطيب لنا مثل هذا الجو الفاتر الذي تثيره المرأة حولنا ونشعر فيه بلذة غامضة، إلا أن هذه اللذة كانت مشوبة عندي بكثير من تأنيب النفس وكنت أشعر بأنني لست راضياً عن سلمى الجديدة لأنني كنت أكثر ميلاً إلى سلمى القديمة المرحة التي عايشتها مع زوجها عيشة الألفة البريئة الصريحة. ومما زاد في عدم رضائي عنها أنها صارت تكثر من مخاطبتي بالتلفون وتطيل صوتها في شيء من الدلال وتسألني دائماً عن صحتي وعن ليلتي وعن إصباحي وعن إمسائي كأنني مريض تريد أن تطمئن على سير مرضه.
ومرت الأيام وهذا الجو يزداد حرارة حتى إني صرت أحس بأن عينيَّ تثبتان على سلمى ثبوت تفحص لجسمها البض، ووجهها الغض، وقوامها المجدول وابتسامتها الساحرة وجبينها المشرق، وبخاصة بريق عينيها السوداوين الواسعتين.