بلاغة الكتابة تكون بمراعاة المقام، فالإطناب مستحب في مواقف الإطناب، والإيجاز مطلوب في مواقف الإيجاز. بيد أن هناك شيئاً تجب مراعاته على كل حال، وهو تجنب الأسلوب المبتذل، ونعنى بالابتذال في الأسلوب استعمال الألفاظ الشائعة شيوعاً يفقدها الرونق والرواء، والوقوف عند التراكيب الركيكة التي لا تستبين بها قدرة اللغة على التصرف في الأداء والتعبير. وإذا كان على القصصي أن يعرف للمعنى حدوده في الأداء، فإنه باعتباره أديباً عليه أن يتخير اللفظ الرشيق والتركيب الشريف.
وبعد فليست هذه كل القواعد التي يجب أن تبنى عليها القصة. وإنما هي معالم رئيسية اجتهدنا في استخراجها، ونرى وجوب اكتمالها في القصص الفني.
ونختم كلمتنا مصرحين بأن هذه القواعد نفسها لا تهدي القاص الناشئ، قدر ما يهديه اكتسابه للملكة التي يستفيدها من موفور إطلاعه على الآثار الفنية المعترف بها، وحسن تفطُّنه إلى ما فيها من أسرار الجودة والإبداع.