فإذا احتجت إلى ملابس جديدة فلديك ما يكفيك مشقة البحث عنها، وما عليك إلا أن تمد يدك إلى شجرة (الدنتلا) وهي من أعجب أنواع الأشجار وأنفسها، فتأخذ منها ما تريد. وتتكون أفنان هذه الشجرة من لفافات صغيرة، أشبه بلفافات الورق، فإذا نشرت واحدة منها رأيتها كالصحيفة الرائعة البيضاء. أما جذع هذه الشجرة وساقها والفروع الأكبر سمكا منها فتحتوي على الأقمشة القوية المتينة المحكمة النسج. وتستعمل القطع الرقيقة من هذه المادة غلائل وأغطية للسيدات؛ أما القطع السميكة فيستعملون منها الملابس الثقيلة والسجاد وما إلى ذلك؛ وهي من القوة والمتانة بحيث تصلح لعمل الحبال والسياط
ونستطيع أن نستمد من الأشجار قبعات جميلة معدة للاستعمال وليس علينا إذا أردنا ذلك إلا أن نتسلق شجرة من شجرات البندق، لنجد في أعاليها طلبتنا من القبعات الناعمة الجميلة المحلاة بالأزهار المعدة للرؤوس
وإذا كان من السهل أن نجد في مخازن النبات ما يصلح قبعات لرؤوسنا، فأسهل منه أن نجد فيها أحذية لأقدامنا. ففي غابات المنطقة الحارة أشجار سامقة مهجورة، لا يعني بها أحد وهي صالحة تماماً لعمل أحذية متينة منها. فجذوع هذه الأشجار قوية محكمة النسج من الداخل. فإذا أردنا أن نصنع حذاءنا فمن السهل أن نقطع منها ما يغطي القدم وننظفه وننقيه ونعده للاستعمال
وقد تظن أن هذا كل ما نستطيع أن نناله من مخازن النباتات أو أننا قد أحصينا كل ما يمكن استغلاله منها، والحقيقة أننا نستطيع أن نستمد منها أشياء كثيرة لا يدركها الحصر
حتى أمواس الحلاقة تنمو على رءوس النباتات، فهل تعرف أن بذور بعض الحشائش المتسلقة تصلح لإزالة اللحى، فتجد في كل منها سلاحين حادين لا يقلان عن أقوى أنواع الأسلحة التي تصنع من الصلب
حياة الطالب في باريس
(ملخصة عن (همت جورنال) ستوكهلم)
يقيم في باريس ثلاثون ألف طالب من أبناء فرنسا، وعشرة آلاف من الطلبة الأجانب،