فهل شغلت نفسي بتقديم هذا الاقتراح إلى رئيس الوزارة المحمدية أو رئيس الوزارة الماهرية؟
دونت هذه الآراء في كتاب (ليلى المريضة في العراق) ولكن من يضمن أن يكون هذا الكتاب مما يقرأ الوزراء؟
ماذا خسرتُ في العام الماضي؟ ماذا خسرت؟
كان عندي مشروع عظيم هو ربط الأمم الإسلامية برباط وثيق من الحب والعطف
فما الذي صنعت لتحقيق ذلك المشروع العظيم؟
ضيعت العام الماضي - وا أسفاه! - في مجادلات ومشاغبات نفعُها قليل، وانصرفت عن تحقيق ذلك المشروع الجليل
فمن يُسعدني على بكاء ما ضيعت من أمانيَّ وأحلامي؟
وكان في نيتي أن أخلق عُصبة للخير من أصدقاء كلية الآداب، كنت أحب أن أنِّظم سلسلة للدراسات الأدبية والفلسفية أصنع بها في القاهرة بعض ما يصنع أساتذة كلية الآداب في الجيزة، فأين أنا مما أردت؟ وأين ما صنعت لكلية الآداب وفوق ثراها سكبت عُصارة صباي؟
وكان في نيتي أن أكوِّن مكتبة عظيمة مما أصدر المتخرجون في كلية الآداب ثم أسوقها في عربات رزينة إلى قصر صاحب الجلالة الملك فأين ضاعت تلك النية؟ وما مصيرها في تاريخ العقول؟
وكنت أحب أن أقوم بدراسات قوية أحدد بها اتجاه الأدب الحديث في مصر والمغرب العربي والشام والعراق، فأين من يعزيني على ضياع هذا الأمل الغالي؟
وكنت أشتهي أن أزور الحجاز لأكتب عن وطن الرسول كتاباً لا يعرف الزوار ولا الرياء، فأين ضاعت أحلامي؟
وكنت أتمنى أن أؤرق غفوات المغرورين من (أعلام) الأدب الحديث، فإلى أي أفق من آفاق الضياع ضاع أملي في تأديب أولئك (الأعلام)؟
كنت وكنت وكنت، فما الذي صنعت السنة الماضية بأغراضي وأحلامي؟