المعارف اللذين حاربتهم من قبل فليعرفوا أني أديت لهم بذلك التوجيه أعظم الخدمات. وحسبهم من الشرف أن يسمعوا كلمة الحق من رجل ليس له في الحكومة عمٌ ولا خال
وفي العام الماضي قررت وزارة المعارف تأليف كتاب للمطالعة في المدارس الثانوية من صميم الأدب الحديث، وأنا صاحب هذا الرأي وقد شغلت نفسي بالدعوة إليه أكثر من عشر سنين.
وفي العام الماضي قضت الظروف بأن تقبل وزارة المعارف إسناد تعليم اللغات الحية في المدارس الثانوية إلى المصريين، فليتها سمعت الدعوة التي أذعتها منذ أعوام طوال، الدعوة إلى أن يكون مدرسو اللغات الحية من المصريين لنخلق جيلاً من المتفوقين في اللغات الأجنبية، وليكون بيدنا الأمر في تكوين الثقة بالعزيمة الوطنية
وفي العام الماضي. . . ما هذا؟ ما هذا؟
أراني أنحدر إلى هاوية المنْ الممقوت، فلأرجع إلى تدوين ما خسرت في السنة الماضية:
في سنة ١٩٣٩ نسيت أني موظف بالحكومة المصرية فوقع قلمي في أغلاط لا يقع فيها الموظفون (العقلاء)
أنا من كتّاب الطبقة الأولى بشهادة أعدائي، ولكني لم أخط خطوة واحدة في كسب حق جديد لحرية الأقلام. كنت أستطيع أن أنتفع بالدكتور هيكل باشا، ولكنني لم لأقابله إلا حين دعاني، وقد هجمت عليه في جريدة المصري مرتين، وكنت أستطيع أن أنتفع بمعالي النقراشي باشا، وهو رجل مُشرق العقل، ولكني قصرت فلم أقابله غير مرتين، كنت في الأولى مهنئاً، وهي زيارة لا تتسع لبحث ولا درس، وكنت في الثانية مقروناً بجمهور المفتشين بالتعليم الثانوي، وهو مقام لا يتسع فيه المجال لغير الشؤون الرسمية
أليس من سوء البخت أن يكون لنا وزير مثل النقراشي باشا ولا أظفر منه بشيء لحرية الأقلام؟
كنت أحب أن أطلب إجازة طويلة لعام أو عامين لأحقق مشروعاً عجزت عن تحقيقه في بغداد وهو تأليف كتاب عن أبي تمام إمام المبتكرين في القرن الثالث، فهل شغلت نفسي بتقديم هذه الرغبة إلى معالي النقراشي باشا وهو من وزرائنا الأدباء؟
وكنت أحب أن أقترح إنشاء قلم خاص بمراجعة ما يُكتب عن مصر في الأقطار العربية،