- ولكن كيف ذكرت الريف وأنت لست منه ولم تحل به إلا خطفات؟
- لعل الذي دفع صورة الريف إلى ذهني هو قول صديقنا: وكانت الأرض لعهد أيوب بلا رسوم ولا حدود، فكان المجاهد ينال منها ما يشاء كيف شاء، وهي اليوم مقسمة تقسيما يصد المجاهدين أعنف الصدود. . . فالأمر الذي لا شك فيه هو أن ذكر الأرض يكثر على ألسنة الريفيين.
- ولكن الرجل ذكر بعد الأرض البحار فقال إنها كانت مصادر خيرات، وذكر السماء وقال إنها كانت مساقط غيث ومذاهب نسيم وهذا هو ما يدعوني إلى القول بأنه كاتب من الكتاب يزن الكلام ويوازن المعاني، أفكنت تريدين أن يسكت عند ذكر الأرض فقط فتكون منه هذه هي الواحدة التي يهمل فيها (المكياج)؟ إنه كاتب من الكتاب. . . وهو إلى أنه كاتب يرى نفسه مجاهداً، وكان يجب أن تكون الأرض بلا حدود ولا رسوم لينال منها المجاهدون - وهو منهم - ما يشاء كيف شاء. . . إنه يريد الأرض ويريد أن ينال. . . والآن أرشديني وقولي لي كيف تكون صورة هذا الكاتب الصديق. . . هل تستطيعين أن تبحثي لي عن (موديل) له أرسمه. . .
- لا. . .
- وأنا قد بدأت واعترفت بالعجز، ورسمت هذه الخطوط التي رأيتها في الورقة فلم ترضي أن تقري في البدء بأنها صورة إنسان. . .
- ولكن هذا الذي رسمته يا شيخ ليس صورة ما. أعوذ بالله
- هي صورة، ولكنها مرسومة بالأسلوب (المودرن). . . وكم أحب أن أعرف رأي صاحبها فيها - من غير غضب - وعليه مني السلام ومن الله الرحمة والبركات.