أحييك تحية مصدرها إعجاب بأدبك العالي وحسن نقدك وغيرتك على اللغة العربية والدين. وبعد، فقد وقع في يدي منذ مدة عدد الهلال الممتاز (العرب الإسلام)، فوجدت فيه مقالة عنوانها (تركيا المسلمة ومصطفى كمال والإسلام) بقلم الأستاذ حسن الشريف، وفيها ينتقد اللغة العربية ويقرر أنها غير صالحة للعصر الحاضر من حيث صعوبة حروفها في القراءة والكتابة، وعدم قبولها للاختزال، وتعدد معانيها. ويقول أيضاً: إن الطفل في المدارس الابتدائية يستطيع بعد ستة شهور أن يقرأ معظم المكتوب باللاتينية قراءة تكاد تكون صحيحة، بينما هو لا يستطيع أن يقرأ سطراً عربياً من دون أن يخطئ في قراءة كل كلمة. بل إننا نحن الكبار، وقد درسنا العربية دراسة لا بأس بها لا نسلم من التعثر في دواوين الشعر. . . وقد أورد هنا بيتين من الشعر دليلاً على ذلك. كما أنه قد تعرض فيها إلغاء مصطفى كمال للمادة التي تنص على أن (الإسلام دين الدولة).
فأرجو من سيدي الأستاذ أن يطلع على هذا المقال ويبين رأيه فيه، ويمحصه على صفات مجلة (الرسالة) الغراء.
سليم الحجيري
اختلاف الأزياء المصرية
إلى حضرات أساتذة العلم ورجال البحث والتاريخ أتقدم إلى ساحة علمهم بالسؤال الآتي وهو:(ما سبب اختلاف زي المصرين)؟
إن الناظر إلى الزي المصري يرى أن له أشكالاً عدة وأنواعاً مختلفة سواء في ذلك ما كان خاصاً منه بالنساء أو الرجال حضريهم وريفيهم، حتى ليختلف زي ريف عن آخر. فنرى أن ما تتحلى به زوج السويفي أو المنياوي ترفضه زوج المنوفي أو الشرقاوي. وقل مثل هذا في أنواع البرد والملاءات حتى في الأحذية
ولقد شغلت ببحث هذا الاختلاف عدة سنين غير أني لم أوفق توفيقاً يرتاح إليه الضمير. فإني إذا رجعت إلى العصور القديمة وقابلت بين أهلها حتى العصر الحديث كما فعل العلامة حفني بك ناصف - رحمه الله - لمعرفة أسباب اختلاف الأزياء وتعدد اللهجات المصرية، غم على الأمر وأشكل؛ فإني إذا عللت مثلاً لبس العمامة الكبيرة البيضاء في