قال الصديق: كلا! لأنه كان يكذب!
ويعرف بعض القراء تمثال الحقيقة وهو على صورة فتاة رزان تحمل مصباحاً وتستقبل السماء بوجه وقور
فنشرت إحدى الصحف هذا التمثال منكساً وقد أخذ بقدميه على الجانبين كل من مولوتوف وجوبلز وهما يقولان:
هذه هي الحقيقة. . . أليست هي بعينها؟
واشتهر جورنج بحب الألقاب حتى ما كاد يرى إلا وعلى صدره صفوف منها يغيرها بين ساعة وساعة
فزعم الراوية أنه قد بات يخشى أن يأتي بعد اليوم بعمل مجيد يستحق من أجله نوطاً من أنواط الفخار
لأنه إذا استحق هذا النوط لم يجد لتعليقه إلا موضعاً واحداً من كسوته
وعندئذ لا يستطيع الجلوس على كرسيه
وقيل إنه مات فأصبح مستريحاً في قبره، لأنه يحب أن يشعر بشيء على صدره!
وقيل إنه ذهب في زيارة إلى مستشفى المجانين فبدا له أن واحداً منهم لم يكترث له ولم يتحرك لوجوده، فأقترب منه وسأله: ألا تعرفني؟
فأجاب المجنون: كلا!
قال: أنا هرمان جورنج
فظل المجنون على قلة اكتراثه كما كان قبل أن يتحدث إليه (الماريشال العظيم) وكأنما على وجهه علامة استفهام إلى جانب علامة الاستفهام الأولى
فعاد الماريشال العظيم يقول: هلم، هلم، هلم يا صاح! كيف لا تعرف هرمان جورنج رئيس الوزارة البروسية؟
فلم تنقص علامتا الاستفهام على وجه المجنون بل زادتا واحدة جديدة
ومضى الماريشال العظيم يقول: جورنج وزير الطيران!
والمجنون صامت ينظر
ثم يقول الماريشال العظيم: جورنج يا هذا رئيس مجلس الريشستاج!