والمجنون في صمته وقلقه وقلة اكتراثه
ثم يقول الماريشال العظيم: جورنج يا هذا. . . جورنج!. . . ألا تعرف جورنج الصياد الأشهر؟
عندئذ يتجاوز الأمر حد الاحتمال في رأي المجنون، فينصرف مشفقاً وهو يردد بين شفتيه:
مسكين!. . هكذا يبدأ الحال معنا جميعاً في هذا المكان. . .
ويعلم القراء أن ريبنتورب كان يتجر بالشمبانيا والخمور قبل ولايته الوزارة
فكتب أحد الناظمين تحت صورته: هذا هو ريبنتروب، هذا هو صانع المعاهدات الآن صانع الشمبانيا من قبل. ولكن لا يعلم أحد أيهما ينطلق فقاقيع في قوارير، وأيهما يسيح بغير صوت!
وصاح المذيع النازي في إحدى الليالي بعد الإشارة إلى ما يقال عن نقض هتلر لمواثيقه:
زعيمنا يا قوم لم يتعود قط أن يكسر كلمة من كلماته
فنشرت صحيفة إنجليزية هذه الإذاعة في اليوم التالي وأضافت إليها هذا الكلمات: (نعم. . . لأن الكسر من خواص المادة نفسها)
وقال هتلر لجورنج عن عرض الصلح:
حسن. . . إذن سأعرض بطاقاتي على المائدة
فأطرق جورنج قائلاً: ليتها بطاقات طعام!
وشاع بين الألمان أن هتلر لا يرى الحقيقة على جليتها فيما يجري من شؤون الحرب والسياسة. فقال القائلون: نعم. يجب أن يتنحى جورنج قليلاً!. . .
وكتبت صحيفة فرنسية بعد غارات الشيوعيين أو الجنود الحمر على شواطئ البحر البلطي، تسأل الجغرافيين: أيصبح البحر الأحمر؟!
وللقريب نصيب وافر من فكاهات الصحفيين الذين لا يشفع لديهم فيه أنه يجيز هذه الفكاهات
ونجتزئ منها بالأبيات التي كتبها ناظم هجاء على (ضريح الرقيب المجهول) قال:
(هنا يرقد في النهاية رقيب ثار عليه الصحفيون المحنقون فنام محشواً برصاص مثل الرصاص الذي لا ينفذ. . . ولعله - والله اعلم - قد تنبه بعد الرقاد فمر على اسمه بذلك