الاقتصادية والصحية والاجتماعية والفنية، وبذلك يعرف الطالب أو الطالبة في وضوح ما تتطلبه المهنة من الممتهن ومستقبلها. والعنصر الثاني أم يكون على صلة بنظار المدارس ومدرسيها، وأن يخبرهم بنتائج أبحاثه ودراساته الفنية المهنية، ويطلب إليهم ملاحظة التلاميذ أثناء الدراسة وكتابة تقريرات عن تحصيلهم ونشاطهم المدرسي، واستعدادهم الفردي وميولهم، والناحية الممتازة في الفرد، حتى يرجع إلى هذه التقريرات عند الحاجة. والعنصر الثالث أن يصلح من الطريقة التي كانت متبعة باستقبال طالبي المهن ووضع أسئلة عامة لهم، حتى يستطيع بالطريقة الجديدة أن يجمع أكثر ما يمكن من معلومات منظمة عنهم
كان أثر هذه الحركة أن انتبهت مجالس التعليم المختلفة وجمعياته في الولايات والمدن الأمريكية لدراسة مشكلة اللياقة المهنية، والخصائص السيكولوجية للأفراد، فعقدت المؤتمرات، وأسست مكاتب الإرشاد المهني، وعين مستشارون مهنيون لزيارة المدارس - كما يزورها الأطباء - ولإبداء رأيهم في صلاحية من أنهَوا دراستهم من التلاميذ لأنواع المهن المختلفة، كما نشطت المدارس، والمؤسسات العلمية، والمعامل والشركات، والجمعيات، لإمداد مكاتب الإرشاد المهني، والمستشارين المهنيين بالمعلومات التي يحتاجون إليها، وكثرت هذه المعلومات وازدادت. وغدا المستشارون يسدون نصائحهم مبنية على الاجتهاد والتجربة من غير أن يقوموا باختبارات لقياس الذكاء، أو الاستعداد الخاص، أو الصفات الفردية الأخرى، فكانوا ينصحون ضعاف الرئة مثلاً ألا يشتغلوا في المعامل التجارية، أو المصانع ذات الهواء الرطب أو كثير البخار، ولا يشجعون على التوظف في الشركات ذات المستقبل الغامض. وهكذا ابتعدت هذه المكاتب عن الغرض السيكولوجي الذي أنشئت من أجله، وأصبحت (مكاتب استخدام). وقد اعترف المستشارون بذلك، وكانت حجتهم أنه لم تظهر بعد المقاييس السيكولوجية المقنَّنة لمعرفة الفروق الفردية وحتى يمكن الحكم على صلاحية نوع معين من الأفراد لنوع معين من المهن
وضع بارسونز مجموعة من الأسئلة لاختبار طالبي المهن، استطاع بها أن يكشف عن عادات المختبر وميوله وتجاربه، ومن بين هذه الأسئلة ما يأتي:
هل تصرفاتك هادئة أو هائجة، حكيمة متواضعة أو ترمي للإعلان عن النفس؟