هل أنت صريح في رأيك، شفيق في معاملاتك، حريص على اختيار أقوالك وأفعالك؟
هل تخيلاتك وأفكارك طبيعية ومتواضعة، أو اعتدائية، أو مغرورة، أو متشائمة، أو ثائرة؟
ما مقدار درجة انتباهك للشيء إذا كانت الدرجة القصوى الممكنة للانتباه هي مائة؟ ودرجة ملاحظتك، ودرجة ذاكرتك، ودرجة تعقلك، ودرجة تخيلك، ودرجة إدراكك، ودرجة رد فعلك (الرجع) للبيئة الطارئة، ودرجة قدرتك التحليلية للظروف، ودرجة تفكيرك الإنتاجي
هل تستطيع أن تخلق علاقات طيبة بسرعة مع من تتصل بهم؟
هل أرادتك قوية أو ضعيفة، مترددة أو عنيدة؟
أتتمتع بوجودك في المجتمعات، وهل يسر الناس وجودهم معك؟
وكثير غير هذه الأسئلة
وربما كانت هذه الأسئلة مفيدة عملياً لو أن الإجابة كانت عنها صحيحة مبنية على علم المختبر نفسه وميوله وعاداته. وإلا فمن القراء من يستطيع أن يجيب عن كل هذه الأسئلة بدقة وهو مقتنع بصحة الإجابة؟ وما دامت الإجابة موضع شك فما يبنى عليها أيضاً من النتائج موضع شك. وإذاً فطريق الأسئلة هذا لا يمكن الحكم به على خصائص الأفراد وشخصياتهم، ولا أن تكشف عن الفروق السيكولوجية بينهم
وتسمى طريقة استخدام الأسئلة في الدراسات النفسية والإجابة عنها طريقة (التأمل الباطني) وهي طريقة لها عيوبها الكثيرة، ومن بينها أنها ليست موضوعية محضة ولكنها ذاتية شخصية خاضعة لعواطف الشخص وأهوائه وذاته وحالته النفسية لحظة الاختبار والعلوم إنما تعتمد في بحوثها ونتائجها على الطريقة الأولى لا الثانية
وبعد فقد عرضنا حتى الآن تاريخ الفروق السيكولوجية بين الأفراد عرضاً عاماً، وتطورت الاختبارات والمقاييس التي وضعت حتى أول القرن الحاضر. غير أن علم النفس بفروعه المختلفة قد نهج خلال الخمس والعشرين سنة الماضية منهجاً علمياً أكثر دقة، في الطريقة، وفي إحصاء النتائج. كذلك درست خصائص الأفراد العقلية والجسمية والخلقية والمزاجية، كلُّ طائفة منها على حدة، ووضعت لها مقاييس تختلف كثيراً أو قليلاً من إقليم لإقليم، وقُنِّنَ