بالحياة في هذا الوسط الجديد (إلى الكهف، الكهف كل ما نعرف من مقر في هذا الوجود، الكهف هو الحلقة التي تصلنا بعالمنا المفقود) وعلى لسان آخر منهم (أننا أشباح لسنا ملك الزمن. إنما نحن ملك التاريخ. وقد هربنا منه. فالتاريخ ينتقم).
كذلك قصة أورشيما فهي في ذاتها جميلة رائعهة ويزيد في روعة جمالها موضعها من قصة أهل الكهف لما بينهما من مقابلة، ولو أنه يخشى ألا يكون للرومان والمسيحيين الأوائل علم بأساطير اليابان في عزلتها العتيدة.
وإلى هذا ملكة في التصوير ملحوظة. وأبرع مثال عليها وصف الراعي لاحساسه بالغربة في هذه البيئة المستحدثة:
(آه لو تعلمان ما رأيت الآن في شارع بطرسوس، إن كانت هذه بعد مدينة طرسوس (لو رأيتماني وقد أحاطت بي ناس في ثياب غريبة وعلى وجوههم ملامح غريبة. وأينما سرت فهم في إثري بنظراتهم المستطلعة الحذرة. وكأنهم يتفحصون امري تفحص من يحسبني من عالم الجن. لا أستطيع مخاطبة أحد منهم، وإن فعلت فلا أحسبني اجد مجيباً بل نظرت صامتة مفزوعة. . . بل إني سمعت اثناء هذا نباحاً خافتاً مخنوقاً، فأنتبهت فألفيت كلبي قطميراً كذلك قد أحاطت به كلاب المدينة، وطفقت ترمقه وتشمه كأنه حيوان عجيب. وهو يحاول الخلاص من خناقها ولا يجد الى ذلك سبيلا وجرى المسكين أخيراً الى جدار قريب ووقع تحته اعياء ورعباً، والكلاب في أثره، حتى وقفت منه على قيد خطوة. تعيد النظر اليه، ويريد بعضها الدنو منهه لمعاودة شمه فيقصيها الحذر. . هذا أنا، وهذا كلبي قمطير في هذه الحياة الجديدة.
وله أيضاً زكانة لأدراك العواطف المركبة وتحليلها، كاستمتاع برييسكا بعنف فتى الكهف في كلامه معها يحسب أنها وحنثت بعهده، فهي وإن صدمها عنف هذا الخطاب الا أنه يشعرها بأنها محبوبة - ولو وهما، يشعرها بعاطفة الحب التي تعيش كل امرأة في انتظارها
كذلك له توفيقات عجيبة نذكر منها على قبي المثل أنه يجعل الراعي أول من استيقظ من أهل الكهف كعادة الرعاة في التبكير ويتلوه مرنوش لأنه أكبر الصاحبين سنا والمرء يقل نومه كلما تقدم به العمر، وأخيراً مشلينيا لأنه فتى والفتيان نومهم عميق. وتجتزئ لضيق