على أن ذلك القصر لم يعد يصلح للسكنى بسبب ما أصابه من التخريب أيام ذلك اللورد التعس، ولم يك لدى أم الصبي ما يتطلب إصلاحه من المال، ولذلك لم تلبث أن تركته وأبنها إلى مدينة نوتنجهام. . . واعتلج في نفس اللورد الصغير الألم لفراق قصره السحري، الذي أمل أن يتسلى به عن ماري دف وقد شف قلبه الوجد لبعده عنها. ولقد كان عجيباً أن يحبها مثل هذا الحب في التاسعة وأن يأسى على فراقها هذا الأسى وهو بعد لم يتجاوز الحادية عشرة، ويذهب بعض علماء النفس إلى أن مثل هذه العاطفة الباكرة بشير بنبوغ صاحبها غداً في مجال الفن؛ ويروي عن دانتي أحد شعراء الدنيا الأفذاذ أن قلبه الغض نبض بحب بياتريس وهو لا يزال في التاسعة من عمرة.