وقد تولى ستالين الزمام بعد لينين، فصار دكتاتوراً مطلق الحرية أكثر مما كان لينين. ويرجع نجاح ستالين كحاكم مستبد منقطع النظير في العصر الحاضر، إلى خبثه الزائد واستهتاره الذي لا حد له
ولعل قوة البوليس في روسيا هي المصدر الحقيقي لنفوذ ستالين والبوليس الروسي يقوم على نظام لا يتفق مع العقلية الأوربية على الإطلاق، وهو يقوم بأعمال واسعة النطاق في التجسس وسفك الدماء، وتشجع السلطة السوفيتية التجسس بين أبناء الشعب حتى أن الجار في روسيا يتجسس على جاره والشخص يشي بأفراد عائلته، وقد تصل بلاغات البوليس إلى حد الاختراع ويضيع بسبها كثير من نفوس بريئة
فكل إنسان في روسيا اليوم خاضع لستالين، وفي اللحظة التي تقع فيها الشبهة على إنسان يختفي أثره من الجود
على أن ستالين لا تعوزه الوسائل التي يستحوذ بها على الرأي العام في روسيا. فهو يضع تحت يده الصحافة العامة والإذاعة والمسرح والسينما وكل ما عدا ذلك من وسائل التعبير. فإذا أراد أن يطلب كلمة الرأي العام في المساء كانت بين يديه في الصباح بغير كد أو عناء
فإذا نظرنا إلى ضحايا ستالين من النفوس، وإلى اليد الحديدية التي استولى بها على الشعب الروسي أفراداً وجماعات، أيقنا بأن الحاكم المستبد المعروف باسم (قيصر إيفان الرهيب) لم يكن شيئاً إلى جانب ستالين
التحالف الدولي لأجل السلام
(ملخصة عن (وسترن ميل) نيوكاسل)
منذ بضعة قرون خلت خرّبت أوربا، وشطرتها الحروب بإسم الدين وتأثرت نيران القتال بين البروتستانت وبين الكاثوليك في سبيل السيادة والسلطان، وعادت حروب الأسر التي كان يثيرها الملوك والأباطرة، إذ كانت الشعوب تعامل لديهم كالرهائن، فانصرفت إلى تلك الناحية القائمة على التعصب الديني، وصار كل يعمل من جانبه لإيقاع الشر بالآخرين، بدعوى أنه يؤدي واجبه نحو الله، بدفع أعدائه إلى الجحيم