نحن نقبل الزواج في العادة لأننا نريد أن نشبع في أنفسنا الرغبة في أن نحب وأن نحب، وأن نظفر بالرفقة الطيبة، ونشعر بالدعة والسلام، ونحس في أعماقنا بأننا نعيش كيف نشاء.
تلك هي الأسس التي تدعم في أنفسنا فكرة الزواج وليست الفكرة الجنسية كما يظن بعض الناس. فإذا أتيح لنا أن نشبع في أنفسنا ذلك الشعور المتأصل في أعماقها جاء التوافق الجنسي تبعاً لها ولا محالة
أن الناحية الجنسية ضرورة فسيولجية ولا شك، ولكني أستطيع أن أقول هنا أنني قد تبينت في تجاربي النفسية، وأنا أصغي إلى حديث الزوجات والأزواج وهم يفرغون على أذني ما بدا وما استقر من متاعبهم الزوجية، حقيقة تتأكد لي صحتها كل يوم، وهي أن الدواعي النفسية هي أهم شيء في الزواج. فإذا نبذت هذه الناحية أو مست بسوء أو عدت عليها بعض المتاعب التي تكدر صفاء تلك الرابطة وتحرمها الأمن والسكينة، تبدد التوافق الجنسي تبعاً لها
إن الزوج الذي لا يعرف التبصر في النهار، جدير بأن يجد زوجته عاجزة عن مبادلته الحب في الليل، والزوج الذي تستهين به زوجته وتمتهنه لا يجد سبيلاً إلى أن يشتهيها أو يشتهي أي شيء آخر، وليس العلاج في هذه الحالة عند الطبيب الذي تندفع إليه ليعالجك ببعض العقاقير أو المحامي الذي تلجأ إليه ليضع حداً بينك وبين زوجك، ولكن العلاج هو حسن التفاهم الذي يظهر بمرور الأيام فيزيل ما في النفوس من الآلام ويمحو ما يخالجها من النزق وقلة الانسجام. وخلاصة القول أننا جديرون في هذه الحالة بأن نجعل الزواج متفقاً بقدر الإمكان مع الحاجات النفسية التي يريدها كل من الآخر