الإيطالي ' في بقايا فن القرون الوسطى - يجهل الفُرُشَ المنجدة، بل يطرح الطارح على المقاعد المختلفة نمارقَ وُبسُطاً ووسائدَ.
ومن المآخذ أيضاً على المخرج لم يُفد من الدَّرَجِ القائم في منتصف الحجرة، المؤدي إلى مخدع الملك. فإنما على ذلك الدرج كان يحسن بالمغتال أن ينقضّ على الملك. وهكذا يكون الانقضاض من علٍ، ويكون الصراع، مع ما يليه من تقلب الملك على الأرض، بيِّناً للنظَّارة
أضف إلى كل هذا أن نفراً من الممثلين لم يحسنوا الإلقاء ولا تنغيم الكلام. ويحزنني أن أخصص فأذكر الآنسة فردوس حسن والأستاذ زكي رستم
بقي أن في الفصل الثاني مشهداً لطيفاً. وهذا المشهد إلى نوع المهزلة قريب، والمهزلة فن نحكمه في مصر، ولذلك يستغيث به المخرجون عندنا لعلمهم أنه عمود النجاة
وهنا ألتفت إلى الأستاذ فتوح نشاطي الذي أخرج منذ عودته من باريس مسرحيتين: الأولى (تحت سماء أسبانية)، وأظنني قلت في تأديتها قولاً حسناً؛ والثانية (لويس الحادي عشر).
ألتفت إلى الأستاذ فتوح نشاطي أصارحه بأني أراه يخرج مسرحيتين يعرف أنه يظفر من ورائهما بالنجاح السهل، إذ أنهما من النوع الذي يرضي من قلت درايته وجفت ثقافته. وهذا نوع يلوذ بالتأثير المباشر والحادث النفّاض، فضلاً عن إغراقه في الأبتداعية الكريهة. ومتى نتخلص منها؟ ألا قد حان الزمن يا أيها الناس!
وكم كنت أود أن أرى الأستاذ فتوح نشاطي يهمس في أذن الأستاذ أبيض: أتريد أن تمثل لويس الحادي عشر، فأعدل عن تلك المسرحية البالية التافهة إلى إحدى مسرحيتين لبول وأما الأولى فعنوانها (لويس الحادي عشر الرجل الشاذ) , وقد برزت على مسرح (الأوديون) سنة ١٩٢١. وأما الثانية فعنوانها (أصفياء الملك لويس الحادي عشر)
وقد برزت على مسرح (الكوميدي فرانسيز) سنة ١٩٢٦. فهنا تصيب اللطف والنسق فضلاً عن الجدّة والروح الشعري
إن الأستاذ نشاطي أنطلق إلى باريس وأقام بها سنة ونحو سنة ليقفل وبين يديه الطرائف وبين جناحيه ولع بالفن الرقيق
أمنية أرقب من يحققها: جماعة أو فرقة أو شعبة للفن الخالص، الفن الطالع