قرأت بلهفة شديدة فتواكم الأدبية على استفتاء السائل العراقي حول نسبة (نهج البلاغة) وذلك قبل أن أسبر موضوعات الرسالة الغراء، لظني أن جواب حجة الأدب وأعلم الناس بمراجع هذا البحث، كما أتفق على ذلك السائل وخصومه، سيكون شافياً كافياً. ولكن مع الأسف لم يكن كذلك، لأن الأستاذ اكتفى بترجيح قول المنكرين بلا مرجح حيث لم يدعم فتواه بالدليل والبرهان شأن غيره من أهل البرهان وفرسان الأدب وحجاجه. كما أن إحالة السائل ومناظريه على كتابيه حفظه الله (كلمة في اللغة العربية) و (الإسلام الصحيح) غير كافية للحكم.
ثم أن قول حجة الأدب (أن نهج البلاغة من كتب إخواننا الإمامية وهو مجموعة مصطفاة إن لم يحبره سيدنا عليّ (رضي الله عنه) فقد انتقاه وحبره علويين كما زخرف محدثون (كل حزب بما لديهم فرحون)) قول مجرد لا يقنع الخصم. وكان الأجدر بأعلم الناس بمراجع هذا البحث المهم أن يزيح العلة ويشفي الغلة بما لديه من حجج وبراهين وإن كانت التي أوردوها في كتابيه (كلمة في اللغة العربية والإسلام والصحيح) ذلك ليكون القراء على بينة من حقيقة هذه الدعوى وحجة الفتوى التي اضطرتني إلى أن أطلب إلى الأستاذ الحجة وألتمس منه تنويري وأرشاد طلاب وهواة التاريخ بإيضاح النقاط التالية:
١ - من هم العلويين الذين حبروا مجموعة كتاب (نهج البلاغة) المصطفاة، لأن كلمة المنكرين تكاد تتفق على أنه واضعه هو الشريف الرضي وحده بلا معين ولا شريك
٢ - هل يقصد بكلمة العلويين الذين يمتون إلى عليّ بصلة النسب أم بالمبدأ والتشيّع له؟
٣ - هل تمت مجموعة النهج في عصر واحد أم في عصور مختلفة مع بيان الأسباب والدواعي لوضعها على قدر المستطاع
٤ - ما قولكم دام فضلكم فيما أثبته المؤرخون وجهابذة الأدب من قدماء ومتأخرين من غير العلويين في صحة نسبة أغلب المجموعة المصطفاة لسيدنا عليّ كرم الله وجهه