للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - إرشادنا إلى الخطب التي تثبت صحة نسبتها لأبي الحسين عند الأستاذ

٦ - إذا عسر على حجة الأدب أن يزيل عنا الإبهام الوارد في جوابه الذي أجاب به السائل العراقي والمنحصر في النقاط المتقدمة، فإلى من تنتسب مجموعة (نهج البلاغة) وهو الكتاب العظيم بعد كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذا ما نود من صميم الفؤاد ألا يضن حضرة الأستاذ بإعطاء الجواب الشافي عليه، وبذلك يكون قد أسدى خدمة جليلة جديدة للأدب العربي الصحيح.

(بعضوية - عراق)

توفيق الفكيكي

في معنى بيت وإعرابه

قال أعشى قيس في مطلع قصيدته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:

ألم تَغتمِض عيناك ليلة أرْمَدَا ... وبت كما بات السَّليم مُسهَّدَا

فقال النحاة: إن (ليلة) فيه ليس منصوباً على الظرفية، لأنه يكون المعنى على ذلك ألم تغتمض عيناك في ليلة أرمد، وهو الذي يشتكي عينيه من الرمد، وذلك معنى فاسد، وإنما هو منصوب على أنه مفعول مطلق، والمعنى عليه: ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة أرمد، أي اغتماضاً يشبه اغتماضه، فحذف المصدر المضاف إلى الليلة وأقيمت مقامه، فصار إعرابها كأعرابه

وقال صديقي العالم العلامة أبو رجاء في تعليقاته على سيرة أبن هشام: هذا الذي ذكره النحاة مبنى على ان (أرمد) صفة معناها الذي أصابه الرمد، والألف فيه ألف إطلاق، وعندي أن خيراً من هذا كله أن يكون قوله (أرمدا) فعلاً ماضياً مسنداً إلى ألف الاثنين التي تعود إلى قوله (عيناك) وعليه يكون ليلة منصوباً على الظرفية. قال الفيومي في المصباح: (رمدت العين من باب التعب وأرمدت بالألف لغة) ويكون قد حذف تاء التأنيث من الفعل المسند إلى ضمير المثنى المؤنث

وقد تكلف صديقي أبو رجاء هذا الإعراب بناء على تلك اللغة التي ذكرها المصباح، وعلى أن الفعل المسند إلى ضمير المؤنث المجازي يجوز تجريده من التاء في ضرورة الشعر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>