للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في هذا المنظار شتى! فهم لا يتصافقون على الود إلا في مجالي اللهو؛ فإذا تفرقوا تناكروا وبسط كل منهم لسانه في الآخرين بالذم، ودرج بعضهم بين بعض بالوقيعة، وصحح كل واحد لنفسه ما تقسم من الفضل في الجماعة!

أعوذ بالحليم الستار، من شر هذا المنظار! لقد شوه في عيني جمال الوجود كما يشوه المكرسكوب بشرة الوجه الرّفافة. ولا مراء في أن جمال الدنيا خداع وسعادة العيش وهم وحياة الناس تمثيل؛ فإذا أزلت عن العيون غشاوة الإيهام والإيهام فرأت كل شئ على طبيعته وكل شخص على حقيقته، لا يبقى لجميل سحر، ولا لعجيب سر، ثم لا يكون بين أحد وأحد ألفة، ولا بين جماعة وجماعة نظام

فاكتب لي يا صديقي في بطاقة العيد: أتريد أن أرسل إليك منظارك، أم تسمح لي أن أجربه مرة على عين الدكتور مبارك؟

احمد حسن الزيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>