للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إن يوماً واحداً من أيام الصحو في مصر لأفضل من جميع الأيام في سائر البلاد. وبفضل أيام الصحو في مصر صح لأحد ملوكنا القدماء أن يرى نفسه إله الأرض والسماوات

ومع ذلك جاز لبعض خلق الله أن ينكر على شعراء مصر نعمة الفنون والجنون

ومتى يُفتَن المرء أو يجنَّ وهو لم ير ضحوة الربيع في ظُلمة الشتاء؟

أيامنا كلها ربيع ولكن أين من يعرف؟

ذلك يوم ٦ يناير، وهذا يوم ١١ يناير، فاسألوا في أي أرض عرف الناس مثل هذين اليومين؟

[لعل الليالي. . .!]

لعل الليالي يكتسين بشاشةً ... فيرجعن من عهد الهوى المتقادمِ

[لعل الليالي. . .!]

لعل الليالي تُحسن مرة واحدة فتلفت بعض الناس إلى الكأس الذي صدعوه بعد أن شربوا ما كان يحوي من رحيق!

لعل الليالي تذكِّر بعض الناسين بالوَتَر الذي قطعوه بعد أن ثملت آذانهم بما كان يملك من رنين!

لعل الليالي ترجع أحبابنا الشاردين إلى عهدهم القديم حين كانوا يحسّون ظمأ الأرواح والقلوب!

إن عشتُ - وعُمر الصادقين في مصر من عمر الورد - فسأنتقم من زماني

وهل أموت قبل أن أساعد على تأسيس دولة للقلم في هذه البلاد؟

وكيف يموت من ينقل الناس بقلمه من ضلال إلى هدى، أو من هدى إلى ضلال؟

يستطيع قومٌ أن يتناسوا فضل القلم في خلق المودّات الصحيحة لمصرفي أقطار الشرق، ولكنهم لن يستطيعوا أن يصدّونا عن الجهاد في الطب لأمراض المجتمع المصري والشرقي. ولن يُفلح من يتوهمون القدرة على تزهيدنا في تذوق معاني الحب والمجد

نحن من صُنع الله، ويد الله لا تمسُّ شيئاً أو شخصاً إلا لتهبه الخلود

[لعل الليالي. . .!]

لعل الليالي تُلهم شعراء مصر فكرة (نشيد العدل) كما ألهمتهم فكرة (النشيد القومي) و

<<  <  ج:
ص:  >  >>