كل ذلك شعر ولو لم يكن موزوناً مقفى. وأنا شاعر، والشعر مهنتي، كما أن للنجار مهنة وللحداد صنعة. لكنى لا أحب ما كان فناً منظماً. لقد حاولت أن أحب ما هو منظم فني، ولكني لم أستطيع
الشاعر طليق، والفنان لا يحب النظام. وإن أولئك الشعراء الذين يودون أن ينيروا كل جزء من أجزاء ذاتهم، ثم يطلبون فوق ذلك نوراً وأشعة طول حياتهم - لعظماء أنهم كجيته العظيم. هم يعشقون النور، حتى في اللحظة التي تعرج روحهم فيها إلى السماء. . . ولكنهم قليلون
دع الشاعر. . . إنه يستمد وحيه من كل شيء. . . من كلب حقير ومن ملك كريم إنه يسعى ويفتش لأنها مهنته. . .
- وهل الشعر مهنة؟
- نعم مهنة، ومهنتي قول الشعر
- وهل تستطيع أن تقول الشعر متى شئت
- نعم، أقول الشعر متى أشاء، كما يصنع النجار النضد متى شاء
- إذن لست بشاعر ولكنك ناظم
- إن هذا المعنى للشعر الذي على أنه الوحي الروحاني، لم يعرف إلا بعد رامبو. الدنيا مليئة بالشعر، ولست عبداً، حتى أنتظر الوحي الروحي. . .
إن لنا في الشعر أساتذة، هم شعراء من نوع خاص، لا ينظمون إلا وهم في كهوفهم، ولا يعرفهم إلا قليلون، منهم رامبو، ومالارميه ورايموند روسّه ل. . . هؤلاء كنوزنا التي نفخر بها. هؤلاء هم الشعراء حقاً، منهم نستلهم شعرنا، وعليهم نتعلّم كيف ننظم وكيف نقول.