الورد المتفتح، ولكنه يذبل، أما يجدر بك لتذكرك دائماً أن ترسل إليها براعم الورد لتتفتح بين يديها. . .!
وأنا أعتقد أن القصائد التي لا تحدث ضجة عند نشرها هي التي تخلد وتبقى. هذا بودلير. . . أخرج للناس روائعه، فصدفوا عنها، لأنهم لم يفهموها، ولكنها أصبحت من بعدُ حديث الناس جميعاً. . . أما هو فكان ينظر إليها كأنها أزاهير وحشية في بساتين نائية مجهولة
وربما أصاب الناس في تقديرهم القصائد أحياناً. ربما سمعتموهم يقولون عن شاعر كبير: إنه ليس بشاعر حق، أو عن مطرب بارع: إنه لا يطرب. ذلك لأنهم أحسوا أن شعر ذلك الشاعر لا يهز ولا يثير، ولأن ما أبدعه متقلب ضعيف
إن الشعر يرفرف على العالم من كل نواحيه، ولكن علينا أن نصطفي ونظهر. فإن في الصحف شعرا، ً ولكنه غير منظوم؛ وإن في الحوانيت شعراً ولكن لا يدركه إلا القليل. ألا تنظرون إلى تلك النقوش وتلك الخطوط التي تزدان بها الصحف؟ ألا ترون تلك الأشكال الرائعة، وتلك التماثيل العارية التي ظهرت في معارض البيع؟ إن في ذلك كله شيئاً يبهج النفس، شيئاً اسمه شعر
الحياة ملأى بالشعر يا سادتي. إن مرأى الطائرين الذين تحترق بهم الطائرة، فيضطربون بين ألسنة اللهب، ويموتون على زئير النار، وهم يستمعون بالمذياع إلى رقص الفتيات وضحك الزنوج في مسارح مونتمارتر لمملوء بالشعر. وإن منظر تلك ألام التي أحست الجوع فالتهمت فخذ ابنها الصغير لشعر أيضاً، ولكنه شعر مخيف مجرم يثير الجمهور لأنه يثير العواطف. إن المرء ليستطيع يا سادتي إقامة معرض للشعر يلاقى أعظم نجاح وأكبر تأييد
بيبر لاجارد
أنت لا تريد أن تحدّد الشعر بالنظم، ولهذا كان ما أخرجته للناس شعراً كله، ولكنه شعر منثور. لقد صنفت رواياتك، مثل (توماس) و (الأطفال الأشرار) وغيرهما وسميتها (الشعر الروائي) وعندما تخرج مجموعة من الرسوم الرائعة، أو كتاباً مثل (سر المهنة) تضعه تحت اسم (الشعر التصويري) أو (الشعر النقدي) فهل هناك صلة بين هذه الأنواع كلها أو أن في نفسك رباطاً يربط بعضها ببعض؟