وعمت المدنية الاجتماعية أمكن أن توزع ملكية الأرض على نظام عادل
تلك هي أقوى الأصول التي كانت تنبت عليها سياسة القصر في ذلك الحين، ولا يعلم غير الله مقدار أثر المستشار في وضع هذه السياسة
لقد كان المرحوم رستم حيدر عنيداً في رأيه صليباً في خطته. والعناد والصلابة صفتان لا يحسنان فيمن يتولى أمراً بالعراق
دخلت عليه ذات يوم من عام ١٩٣٢ وهو وزير المالية أسأله أن يرد على صديقي أمير بني تميم ما أخذته الحكومة من أراضيه الملتزمة وهو يبلغ خمسة عشر ألف فدان، فأجلسني إلى جانبه عن يسار المكتب الذي سفك عليه دمه منذ أيام؛ ثم أخذ يقنعني بالحجج والشواهد أن الحكومة محقة وأن الشيخ مبطل. ثم عزا المصادرة إلى أمور تتعلق كلها بسلامة العشيرة وإقامة العدل. ولم ير نفسه في حاجة إلى ذكر السبب الأول وهو أن سيد تميم عضو قوي في حزب المعارضة! فأدهشتني جرأة الوزير وأعجبتني لباقته، وعجبت كيف يصر على مناوأة الشيخ وفي سبيل خمسة عشر ألف فدان تخشى الخصومة! ولكنه نجا من مناوأة الأمير لأنه طالب مجد، ولم ينج من مناوأة الموظف لأنه طالب قوت