أيكون الله أراد أن يمتحننا بخلقه حتى نؤمن صادقين بأنه صاحب الفضل الأول والأخير في الطب لجراحنا الدامية؟
إن كان ذلك ما يريد فقد رضينا بما يريد
ولكن الله يعلم أننا أصغر من أن نأنس بنجواه. ولابد لنا من مخلوقات نساقيها كؤوس الود حين نشاء، ونرى فيها صور أحلامنا وأوهامنا حين نريد، فمتى يمنّ الله علينا بأطياف تلك المخلوقات؟
كم تمنيت أن أراك في خلقك، يا فاطر الأرض والسموات. ولو استطعت لشغلت نفسي بك عن خلقك. وكيف أستطيع وأنا لا أملك السموّ إليك، أيها الروح المسيطر على جميع الوجود؟
أنا أعترف بذنوبي
لي أصدقاء ضيعتهم، وكنت من الظالمين
منهم ذلك الروح الذي شقي في أن ينطق لساني بالاعتراف بأنه صديق، والذي يكتب إلى ما يكتب ثم لا يظفر بجواب
وكان في يدي أن أملك ذلك الروح ملكا أبدياً وأن أصوغ من نجواه رسائل وقصائد أسيطر بها على الخلود
توسل إلي ذلك الروح أن أحفظ عهد الوفاء وأن أعلن أني له صديق ليحدث أهله بأنه موصول الأواصر برجل له قلب
ومن أجل هذا الروح الذي أخلفت آماله كل الإخلاف تحكم المقادير بأن أعيش في دنياي بلا صديق
فيا أيها الروح الذي يحدث أهله بأني لا أنساه ولن أنساه، أيها الروح الذي يدعوني فلا أجيب، اعرف ثم اعرف أن الله انتقم لك مني، فأنا اليوم بلا صاحب ولا رفيق