للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقلت: اكتبوا بالجص من فوق قبره ... : ألا لمن الرحمن مَن كفر النّعم!

وبانتصار البديع أولاً وبموت الخوارزمي ثانياً، نبه ذكره واستطارت شهرته، ونفقت سوقه لدى الملوك والأمراء والوزراء، وتهادته الأقطار والأمصار، فلم تبق بلدة في خراسان وسجستان وغزلة إلا دخلها، فحسنت حاله وكثر ماله وفشت نعمته

وأراد - بعد امتلاء الوطاب وانتفاخ الجراب - أن يستمتع بالراحة، ويتملى النعيم، فتخير (هراة) دار قَرار، وصاهر فيها الحسيب النسيب أبا علي الحسين الخشنامي، فآوى منه إلى ركن شديد، وأقتنى بمعونته ضياعاً فاخرة

ولكن القضاء العادل كان واقفاً له بالمرصاد فأخذه ولم يفلته!

وما من يد إلا يد الله فوقها ... ولا ظالم إلا سيُبلى بظالم

فمن قائل: إنه مات مسموماً؛ ومن قائل: إنه أصيب بالجنون؛

وهناك رواية وثيقة تقول: إنه اعترته غشية فظن به الموت وعجل له الدفن، فأفاق في قبره وسمع صياحه بالليل، فشقوا عنه فأصابوه قابضاً على لحيته وهو ميت من هول القبر ووحشته!

وكان ذلك يوم الجمعة الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة هـ

نسأله تعالى حسن الخواتيم!

علي الجندي

<<  <  ج:
ص:  >  >>