للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- آه!

- حمداً لله على السلامة

- وفيم كان قولك إني أصلح مخرجة؟

- هذه كنت أقصد بها - ولا مؤاخذة - السخرية بكثير من المخرجين في مصر. أولئك الذين يحسبون الإخراج للسينما ليس إلا عرض لوحات من الصور المتتابعة. . . والذي ذكرني بهؤلاء هو قولك أنك لم ترى صاحب العزيمة مع أنك شاهدت الفيلم، وهذا وجه شبه بينك وبين هؤلاء المخرجين الذين يعيشون في الدنيا على أنهم مخرجون وفنانون فلا يقفون بجمهورهم وشعبهم إلا عند كل لوحة ولوح. . .

- وكمال سليم من هؤلاء؟

- ألم تقولي إنك شاهدت العزيمة؟ ثم أليس لك عقل تستطيعين به بعد مشاهدة فيلم أن تحكمي على مخرجه أهو من أهل اللوحات والألواح أم هو من أهل الحياة؟ فإذا كان عقلك لا يقوى على استخلاص الحكم وحده، أفلا تستطيعين أن ترى مدى اهتمام الصحف والناس بهذا العمل الفني لتحكمي بهذا وحده على قدر ما فيه من الدسم؟

- حاسب، حاسب. . . هذه بعثرة لا أطيق التمزق معها. . . قل لي: ما رأيك في فيلم العزيمة، أو إذا شئت في كمال سليم؟

- أول كل شيء أنه ليس من أصحاب اللوحات والحمد لله. فهو مخرج له عقل وراء عينيه. ولهذا فالذي ينتظر منه دائماً خير. ولكني لست أدري إذا كان سيوفق إلى خير بعد (العزيمة) أو أنه سيظل بعدها وقتاً طويلاً إلى أن يواتيه الخير؟. . .

- ولم هذا التشاؤم؟

- لأنه حشد في هذا الفيلم (محصولاً) كان عسيراً على أن أتصوره قد أتيح لشاب في سنه. . . فإذا كان قد أتيح له كل هذا فإني أظن إنه كل ما يملك. . .

- ناس كثيرون قالوا هذا، وأنا قلته أيضاً. . .

- إه! أنت أيضاً قلته؟!. لابد إذن أن يكون الحق غير ذلك؟

- أعوذ بالله منك مشاكساً. . . رأيت رأياً، وكنت تراه، ألأني رأيته تنقض عليه؟

- التجارب علمتني أنك لا ترين الحق. . . فكلما رأيتني اتفقت معك على رأي أدركت أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>