للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منهم السخرية. . . فالسينما لم تعد كما كانت منذ نصف قرن (صوراً متحركة) يرضى جمهورها (بالزغللة)، وإنما أصبحت السينما اليوم (سينما) أول ما يطلبه جمهورها فيها شيء (يدلك) أرواحهم، فإذا لم يعطهم العاملون في السينما هذا كانوا كأصحاب المقاهي الذين يسقون قصادهم بدلاً من البن فولاً محمصاً مطحوناً مغلياً قهوة لا تمس الأعصاب وإن كان فيها غذاء للمصارين

- لو ضربت لي مثلاً يوضح ما تقول؟

- لو ضربت مثلاً لغضب الدكتور زكي مبارك؟

- زكي مبارك؟ وما له هو والسينما والإخراج وما إلى ذلك؟

- إنه صديق الناس جميعاً ولا يحب من أحد أن ينقد أحداً. . . إن فيه طبع المسالمة

- لم يقلها عنه أحد، فالناس يعرفونه يناوش الحجر. . . أنسيت معركته مع الأستاذ أحمد أمين؟

- هذا لأن الأستاذ أحمد أمين (ابن كاره) كما يقولون. . . وعلى أي حال مالنا نحن وهذا. . . ألا تحبين أن نعود إلى ما كنا فيه فنتحدث عن العزيمة. . .

- فلنعد. . .

- فلنعد. . . ما رأيك فيها؟

- لقد كنت أنت الذي تبدي الرأي فأتمم حديثك. . .

- لقد قلت ما كنت أريد أن أقوله. . . أليس لك أنت ملحوظة. . .؟

- لي. . . وهي إن كانت لا تدل على ضعف في الإخراج، فهي تدل على ضعف في نفس المخرج. . .

- يا عظمة! وما هي ملحوظتك هذه يا مدموازيل فرويد. . .

- لقد عني كمال سليم عناية كبيرة بتقديم أبطال قصته بطلاً بطلاً قبل أن يدخل في صلب الرواية، وأظنه لم يفعل هذا إلا لأنه خشي لو بدأ الرواية من غير هذا التقديم أن يضطرب النظارة فلا يحددون كل بطل من أبطالها التحديد الصحيح أو التحديد الذي يريده هو على الأقل. . . وهذا ولا شك اعتراف منه بأنه عاجز عن أن يقدم الأبطال في تلافيف الحوادث تقديماً واحداً

<<  <  ج:
ص:  >  >>