الصعاب، فعمل الناشر في الحقيقة أكثر دقة مما يتصور الكثير من الناس
وهناك صعوبة قد لا تخطر على البال، وقد يكون علاجها من المستحيلات، فما قيمة الورق والطبع وما قيمة الناشرين إذا لم تؤلف الكتب؟ وقد لوحظ هذا العام هبوط محسوس في عدد الكتب التي قدمت للمطابع وكذلك في نوعها. والسبب في ذلك واضح، فقد أصبح العالم الأوربي منذ اجتماع ميونخ قليل الاهتمام بالأعمال الأدبية، فتلك الأزمات المتوالية، التي تعقبها فترات من القلق والتفكير في مصير المدنية المزعج، كل ذلك من شأنه أن يجفف ينابيع التفكير.
ولكن ما دمنا قد وطدنا العزم على إزالة هذه الهمجية من أوربا، فمن الواجب أن يزول ذلك الشبح المخيف من أذهان الكتاب. فنحن في حرب يشترك فيها العالم كل بما أهل له، وكل ما يطلب من الكاتب - إذا ترك وشانه في هذه الحرب - هو أن يؤلف ويغذي الأفكار