ثم أردف قائلاً:(إنني أحس أن قلمي وكذلك فكري شبه محجور عليهما في الشرق. إن شعوري متوثب، وفكري متقد؛ ولكن يصعب علي تحديد هذا الفكر ورسمه على الورق باللغة التي أريدها، فإن الفكر والشعور يتجمدان تماماً. نحن لا نملك بعد لغة مرنة ولا نحيا حياة أدبية صحيحة. إننا نعرف من المعاني عظاماً قد تسرب السوس إليها من قرون. لأننا فقدنا شهيتنا لتذوق طعم اللحم الطازج. لهذا السبب أميل إلى الطبقات الشعبية لأنها لم تشبع بعد ولا تزال على فطرتها وسذاجتها. فلعل الشعب يفهمني)
صديقي العزيز توفيق! حقاً! اليوم لا يفهمك ويقدرك حق قدرك سوى بعض المستشرقين الذين في وسعهم مطالعة أعمالك وتفهمها على وجه صحيح، وكذلك فئة قليلة من المصريين المثقفين؛ ولكن صبراً ستتطور إفهام الجماهير، وستنمو لشعبك أسنان جديدة؛ ويومئذ يقبلون على التهام آثارك الأدبية الشعبية
ثم تكلم الكاتب بعد ذلك عن شهرزاد وأهل الكهف وعودة الروح وحياة محمد، ثم ختم مقاله بقوله: ومهما يكن من شيء فإن الذي أعتقده وأؤمن به أن توفيق الحكيم يستحق تعضيد العالم العربي، فيقدر جهوده الفكرية حق قدرها ويعني بتفهمها على وجهها الصحيح لييسر للشرق المضي في السير نحو مثله الأعلى.