هو بعد ذلك يتحدث عن الذكاء في مقالة أخرى فيقول:(إن للذكاء ملكة أساسية أصلية، تلك هي ملكة الحكم على الأشياء، وإن شئت فسمها الحاسة العملية. وهي الملكة التي بها يكيف المرء نفسه للظروف المختلفة. . .) ثم هو ينشر مقالاً في مجلة (العام السيكولوجي) في سنة ١٩٠٩ بعنوان (ذكاء ضعاف العقول) يرى فيه أن الذكاء العام هو صفة عقلية ذات ثلاثة وجوه على الأقل: (١) إدراك المعضلات والمسائل والاتجاه العقلي المناسب لحلها وتنفيذها (٢) القدرة على التكيف المناسب الضروري للوصول إلى غاية معينة (٣) القوة التي بها يستطيع أن ينقد المرء نفسه
والنظرية الثانية هي نظرية من يرى أن الذكاء إنما هو لفظ يطلق على مجموعة من القدرات العقلية الخاصة المستقلة. وهذه القدرات موروثة ويرتبط بعضها ببعض بنسب مختلفة. وصاحب هذه النظرية هو البروفيسور إدوارد لي تورندايك. وهو يرى أن الطفل إذا كانت قدرته العقلية الموروثة على فهم مسائل الحساب ممتازة وظاهرة فإن ذلك يرجح أن قدرته العقلية الموروثة على فهم موضوعات الجغرافيا فوق المتوسط. ويقول: إن الفرد الذي له قدرة عقلية ممتازة في نوع من الأعمال لترجح هذه القوة فيه أن القوى العقلية الأخرى فوق المتوسط). ويعود فيقرر أن هناك ثلاثة أنواع من القدرات الذكاوية الخاصة والموروثة، وهي الذكاء الذي يظهر في فهم معاني الكلمات والأفكار المعنوية المجردة والذكاء الحركي أو المهارة العملية في استعمال الأيدي، والذكاء الاجتماعي، أو القدرة على التفاهم والانسجام مع من يتصل بهم الفرد في المجتمع. ومن أنصار هذه النظرية أيضاً البروفيسور جودفري تومسون
والنظرية الثالثة وهي الشائعة المعتمدة الآن هي التي تقول بوجود عامل عقلي رئيسي عام يؤثر في كل ما يدركه الفرد، ويؤثر في كل المعليات الادراكية الخاصة التي يقوم بها الفرد. ومن أنصار هذه النظرية ويليام شترن الألماني. ويعرف الذكاء بأنه (القدرة على التهيؤ العام للمعضلات الجديدة وظروف الحياة). والأستاذ كارل سبيرمان الذي زار مصر في العام الدراسي الماضي وحاضر في الجامعة وخارجها. أعلن سبيرمان في سنة ١٩٠٤ النظرية المشهورة (بنظرية العاملين) - وفيها يرد على القائلين بأن القوى العقلية مستقلة بعضها عن بعض - كما في النظريتين السابقتين - ويقول بوجود عامل مركزي