مشترك بين جميع القدرات العقلية. ويسمى هذا العامل بالعامل العام ويرمز له بالحرف وهذا العامل يختلف من فرد لآخر، ولكن يبقى ثابتاً في الفرد الواحد، وبوجود عوامل أخرى خاصة مستقلة إلى حد ما بعضها عن بعض وتختلف قواتها في الفرد الواحد ويرمز لها بالحرف وسنرمز للعامل العام الجامع هنا بالحرف (ج)، وللعامل الخاص بالحرف (ص). فكل عملية عقلية - على رأي سبيرمان - إنما هي نتيجة مؤثرين: العامل العام الجامع وهو ثابت في الفرد الواحد، والعامل النوعي الخاص بهذه العملية. فقدرة الفرد على حل معضلة حسابية تتوقف على مقدار العامل الذكاوي العام عنده، وعلى العامل النوعي الحسابي الخاص، والحال كذلك في الأعمال الموسيقية والفنية. وقد يكون العامل العام قوياً عند فرد ولكن العامل النوعي الخاص بالرسم مثلاً ضعيف عنده. وقد نجد فردين والعامل العام عند أولهما أقوى منه عند الثاني، على حين أن العامل الخاص بقرض الشعر عند الثاني أقوى منه عند الأول. ولذلك نجد الثاني شاعراً أجود من الأول، مع أن الأول أذكى من الثاني - إن صح هذا التعبير سيكولوجياً، ولا يدخل العامل العام في كل العمليات العقلية بنسبة واحدة، بل نجده في بعضها قوياً وفي بعضها ضعيفاً، فهو يدخل في المسائل المنطقية والتي تحتاج إلى استنباط علاقات أكثر من دخوله في عمليات الرسم النظري مثلاً أو العزف على البيانو. ويفسر سبيرمان هذا بأن بعض العمليات العقلية أكثر تشبعاً بالعامل العام من البعض الآخر. ولكن بِمَ نسمي هذا العامل العام؟ أنسميه الذكاء بالمعنى العادي الذي يفهمه الناس، وهو في الحقيقة جزء من هذا الذكاء بالمعنى العادي؟ إن سيبرمان ليكره أن تطلق كلمة الذكاء بالمعنى المعروف عند الناس على هذا العامل العام، ولكن لا بأس من أن ننفق اصطلاحاً على تسمية هذا العامل العام الثابت بالذكاء
ثم يعود سبيرمان ويزيد عاملاً ثالثاً يسمى العامل الطائفي. وذلك أن أية عملية عقلية كحل مسألة حسابية عن القسمة مثلاً تتوقف على ثلاثة عوامل: العامل العام (ج)، والعامل النوعي الخاص بهذه العملية (ص)، والعامل الثالث هو العامل الطائفي (ط) الذي يدخل في كل المسائل الحسابية من جمع أو طرح أو قسمة الخ، ويسمى وقد أثبتت التجارب وجود عدد من هذه العوامل أو القدرات الطائفية أهمها: القدرة الحسابية، والقدرة اللغوية، والقدرة العملية أو الميكانيكية والقدرة الموسيقية، والقدرة الفنية ومن أنصار هذه