على أن بعض النقاد يعزون ما أصاب بيرون من النجاح إلى عوامل أخرى تتصل بشخصه أكثر مما يعزون ذلك إلى جمال قصيدته؛ فهو شاب في ربيع العمر وهو يتمتع بلقب من اكبر ألقاب الدولة، وهو إلى ذلك جميل الصورة موفور الوجاهة. . . ولكن آخرين ينكرون على هؤلاء رأيهم هذا قائلين إنه نشر قصيدته قبل أن يعرف عنه كل ذلك اللهم إلا بين نفر قليلين من أصحابه. ويلتمس غير هؤلاء وهؤلاء أسباب شهرته هذه في موضوع قصيدته لا في قوة شاعريتها، فهي سياحة في القارة في وقت كانت تتجه فيه الأنظار إلى ما يجري فيها من حروب يبعثها نابليون في أنحائها. . . ولكن القصيدة لم تكن وصفاً لتلك الحروب حتى يصح هذا الرأي
فهل كان ما أصابت القصيدة من شهرة يرجع إلى قوة شاعرية صاحبها فحسب؟ إن الذين يقولون ذلك أيضاً بعيدون فيما نرى عن الإنصاف بعد سالفيهم، ولما كانت القصيدة أشهر حادث أدبي في حياة الشاعر وأحد العوامل الهامة في الحركة الأدبية يومئذ وجب أن نتبين حقيقة أسباب نجاحها على مثل هذه الصورة الفائقة